مع حزب الله تعلموا التحايل

TT

ظريف جدا التعليق الذي أدلى به عضو كتلة حزب الله النائب علي المقداد على ردود فعل بعض قيادي «14 آذار»، على الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الإيراني وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، حيث طالب نجاد في اتصاله مع نصر الله بضرورة «أن تحافظ المقاومة على أعلى درجات الجهوزية للتصدي لأي عدوان جديد»، داعيا «المقاومة إلى أن تبقى على جهوزيتها لمواجهة أي طارئ كي تمحو هذا الكيان (إسرائيل) من الوجود إذا ما ارتكب عدوانا جديدا على لبنان». وبالطبع كان رد نصر الله على نجاد واضحا لا لبس فيه وهو أن «المقاومة في وضعية مناسبة جدا ولا تخشى التهديدات الإسرائيلية».

عضو كتلة حزب الله النائب المقداد والذي تصدى للرد على مخاوف بعض قيادي «14 آذار»، من أن يتحول لبنان إلى ساحة تصفيات لمصلحة إيران، بدأ بوصف القلقين من استغلال لبنان على أنهم «الأبواق»، قائلا لهم بتهكم وغرور «إذا كنتم لا تجيدون التحليل السياسي فنطلب منكم أن تدخلوا أي مدرسة أو جامعة لتتعلموا»!

والحقيقة ان على اللبنانيين الراغبين بالتعامل مع حزب الله ألا يذهبوا الى جامعة، او مدرسة ليتعلموا التحليل السياسي، بل ان كل ما عليهم فعله هو تعلم التحايل، ليتسنى لهم فهم حزب الله، وكيفية التعامل معه، فسياق الأحداث لا يتطلب تشاطرا، او تحليلا، بل يتطلب أن يتنبه اللبنانيون جيدا لكل ما يقوله حزب الله، وبالطبع كل ما يقوله الرئيس الإيراني، لأن نجاد ونصر الله يسيران في سياق متسق.

فعندما خرج نجاد في مؤتمره الصحافي بطهران الأربعاء الماضي، وقال إنه في حال شنت إسرائيل حربا فإن «المقاومة ودول المنطقة ستسحقها»، خرج نصر الله مهددا ومتوعدا في ذات اليوم، بل بعد ساعات قليلة، مذكرا إسرائيل بأن الحرب القادمة تعني ان المطار بالمطار، والبنى التحتية بالبنى التحتية، واللافت، والغريب، أن نصر الله لم يقل في تهديده للإسرائيليين ان قصف بيروت يعني قصف تل أبيب، بل قال انه في حال قصفت الضاحية فإنه سيقصف تل أبيب، وهذا يعني ان الضاحية باتت هي العاصمة، بل وأهم، بالنسبة لنصر الله، وليس بيروت التي تفذلك وليد جنبلاط قبل أيام متحدثا عن تاريخها العروبي، وحديث نصر الله عن الضاحية له مغزى كبير، وخطير، بالطبع.

لسان حال اللبنانيين في رد فعلهم على اتصال نجاد ـ نصر الله هو ما قلته الخميس الماضي في مقال «إيران.. ليست حربنا»، وهذا صحيح، وان خرجت السفارة الإيرانية ببيان توضيحي على تفاصيل اتصال نجاد ـ نصر الله الهاتفي، فحرب إيران ليست حرب لبنان، او الفلسطينيين، او العرب، بل هي حرب ثلة حاكمة بطهران تريد إشعال المنطقة بحرب جديدة، كما أشعلتها طائفيا، وفرقة. وعليه، فان على اللبنانيين تعلم التحايل للتعامل مع حزب الله، لا التحليل السياسي، وعليهم ان يتذكروا، أن سلاح الحزب الذي يوصف بسلاح المقاومة هو نفسه الذي اشهر بوجوههم يوم احتلال بيروت.

[email protected]