ولكن نزوة يا أخي!

TT

في العالم ارتفعت نسبة الطلاق، وفي منتصف العمر. يجيء الطلاق بعد شهور أو سنة أو سنتين، ويكون قرارا قاطعا. وقليل من الرجال يعترض خوفا على الأولاد. ولكن الزوجة لم تعد تتمسك بأولادها، وإنما تقول: أولاده ويقوم بإرضاعهم وإطعامهم!

ولكن لماذا؟ الأسباب كثيرة. من بينها أن الزواج لم يعد يمثل حدثا مهما، والطلاق ليس حدثا مخيفا. فلا الزواج نعمة ولا الطلاق نقمة. وقد تتزوج المرأة بعد ذلك بوقت قصير، فما الذي ضايقها من الطلاق وما الذي أعادها إلى الحياة الزوجية؟ الأسباب ليست خطيرة.. وإنما هو الملل من الحياة الرتيبة، أو هو انشغال الزوج بالعمل. وإذا اتسع وقته فإنه ينشغل بالذهاب إلى الملاعب يتفرج أو يلعب. وربما كانت الأسباب الاقتصادية، فالمرأة تعمل مثل الرجل وتستطيع أن تعتمد على نفسها وأن تعيش وحدها، كما كانت قبل الزواج وبعد الطلاق. وقد تكون هناك عيوب شخصية في أحدهما أو كليهما، الإسراف أو البخل، وعجز كل منهما عن النزول على رغبة الآخر. أو أن المرأة أو الرجل قد صدم.. فقد كان يحلم بأن تتغير زوجته لتكون عجينة في يده، وعجزت الزوجة عن أن يكون زوجها خاتما في إصبعها.. فقد حاولا وفشلا. وقد يكون الزواج قرارا سريعا ثم كان الندم أسرع، والقدرة على الاحتمال أو التسامح صفرا من عشرة!

بعض المذاهب المسيحية ترى الطلاق حراما. فكما أن أبانا آدم لم يطلق حواء، فكذلك يجب أن يكون أولاده. وبعض المذاهب المسيحية تسمح بالطلاق، ولذلك على المسيحي الكاثوليكي أو الأرثوذكسي أن ينتقل إلى المذهب البروتستانتي أو يسلم أو يتهود. وعندنا في مصر بابا الأرثوذكس يحرم الطلاق. وحاول بعض رجال الكنيسة أن يطلبوا من البابا أن يخفف قبضته أو قبضة الدين فرفض قائلا إن رسالته هي الحفاظ على المسيحية.

أو يكون الزواج عرفيا، أناس يحللونه وأناس يحرمونه، ولكنه منتشر بين الطلبة بمئات الألوف. وهو زواج أقرب إلى العشق.. فأساس الزواج أن يشهره العروسان ويعرفه كل الناس، ويكون سندا للعروسين ومانعا قويا من الطلاق.. وقد لا يكون كل ذلك، وإنما نزوة يا أخي!!