الحل القشطيني للمأزق الفلسطيني

TT

يكاد يتفق الجميع الآن أن المسألة الفلسطينية لا حل لها. تعمق هذا الشعور بعد رفض ياسر عرفات لمقترحات بيل كلينتون. لهذا السبب خيب أوباما مشاعر العرب والمسلمين في هذا الصدد. لم يشأ أن يضيع وقته فيها، ويعرض رئاسته، وربما حياته أيضا، للمهالك. ولكن لي حل لم يخطر لأي أحد قط. إنه حل بسيط جدا ولكنه غير عملي، ككل الحلول البسيطة جدا.

أوحى لي بهذا الحل يهودي بارز. وهل أبرز من ثيودور هرتزل، مؤسس المنظمة الصهيونية وأبو الدولة اليهودية؟ فعندما كان يفكر بحل المسألة اليهودية التي بدت للجميع أنها كالمسألة الفلسطينية لا حل لها، خطر له حل بعيد كليا عن الفكرة الصهيونية. رأى أن أحسن حل لها هو أن يقود يهود العالم في قافلة كبيرة إلى روما ويدخل على البابا ويعتذر له عما فعله قومه اليهود بالسيد المسيح ويعرض عليه التكفير عن خطئهم باعتناق الدين المسيحي. استسخف اليهود رأيه فتوجه إلى الإيمان بفكرة الدولة اليهودية وكتب كتابه الشهير عنها.

لم يكن هرتزل ولا أي من اليهود الأشكناز يحملون الدم اليهودي الصحيح. أثبتت الأبحاث العلمية ذلك مؤخرا. من يحمل الجينات الإسرائيلية العبرية الأصيلة والصحيحة هم الفلسطينيون. آمنوا بدين موسى عليه السلام، ثم انتقلوا إلى المسيحية في عهد الروم، وأخيرا الإسلام بعد الفتح الإسلامي. لكن الجينات اليهودية ظلت تجري في عروقهم. أنا شخصيا غالبا ما ألاحظها في سلوك كثير من زملائي الفلسطينيين.

وهذا ما يوحي لي بهذا الحل على سياق ما فكر به ثيودور هرتزل. وهو أن يقود مفتي فلسطين الأكبر الفلسطينيين في قافلة واحدة نحو رئيس حاخامات إسرائيل ويسلم عليه «شالوم»، ثم يقول له، انظر، يا سماحة الحاخام، ها نحن أمامك، بنو إسرائيل الأقحاح. ضللنا طريقنا ونريد أن نعود الآن لدين أجدادنا، دين إسحق وموسى وآرميا.

الحل كما قلت بسيط جدا، لكنه غير عملي. أولا كيف سيمكن جمع الفلسطينيين في قافلة واحدة دون أن يتعاركوا في منتصف الطريق على قيادة القافلة؟

ثانيا من يضمن أن نتنياهو سيقبل به؟ فالحل سيعني أن الفلسطينيين سيتقاسمون الكعكة معه. وفي الشرق الأوسط، العركة دائما على الكعكة. ولنتنياهو مخططاته في الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين وبيوتهم وممتلكاتهم. إذا أصبحوا يهودا مثله، بل وأصدق أصالة منه، فممن سيستطيع نهب الأراضي والممتلكات؟ وأكثر من ذلك، ربما سيبادرون إلى مطالبته بإعادة كل ما نهب منهم من بساتين زيتون وبيوت تاريخية وأماكن أثرية، وهات ما عندك يا سيدي.

وهكذا يا عزيزي القارئ الفاضل، لم يستطع حتى خالد القشطيني، حلال المشاكل، أن يأتي بجديد لحل المسألة الفلسطينية.