«عواقب الحب» في السعودية!

TT

«عواقب الحب» عنوان رواية كتبها مؤخرا روائي إريتري اسمه سليمان أدونيا، يقال إن أحداثها تدور في مدينة جدة، وقد احتفى بها النقاد، وأفردت لها بعض الصحف البريطانية عددا من «مانشيتاتها»، وتمت ترجمتها إلى 20 لغة! وهذه الهالة التي أحاطت بالرواية جعلت البعض من أدبائنا يشتَمّون فيها - من قبل قراءتها - رائحة الإساءة والعداء، ومعهم الحق في هذا التوجس، إذ ليس كل الظن إثما، فما تسرب من مضمون الرواية يحيلها إلى أن تكون امتدادا لبعض روايات سابقة، كان لكتّابها من الإخوة العرب رؤيتهم الخاصة لتجاربهم الحياتية بيننا، فعبروا عنها بفيض من المبالغة والغرائبية، والفارق الزمني بين تلك الروايات ورواية «عواقب الحب» جعلنا اليوم أكثر نضجا للتعامل مع ما يكتب عنا بقدر من الثقة في الذات، عبر عنه الزميل علي الموسى في مقال له بعنوان «وطني في أوراق هؤلاء»، إذ تمنى لو وجه الدعوة إلى الروائيين: يحيى يخلف الذي كتب «نجران تحت الصفر»، وإبراهيم نصر الله الذي كتب «براري الحمى»، ليطلعهما على واقعنا الذي نعيشه اليوم.

ففي ظل المنجز الذي تحقق لم يعد بمقدور رواية، أو سلسلة من الروايات، حتى لو طبعت بكل لغات العالم أن تقلل من شأن المنجزات التي تحققت على هذه الأرض، أو التطورات التي شهدها إنسان هذه الأرض، وكما لم نكن بالأمس وفق «ما يطلبه المستمعون»، فلن نكون اليوم، ولا في الغد إلا وفق ما ينسجم مع ذواتنا، وللآخرين أن يكتبوا ما أرادوا، فنحن أكثر صلابة، وأكثر جرأة لأن ننظر إلى وجهنا في كل مرايا الآخرين، دون أن تربكنا خدوش بعض المرايا.

وأذكر هنا مجلسا ضم الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي مع عدد من المثقفين السعوديين ذات «جنادرية» في أحد فنادق العاصمة قال فيه: «أجمل ما في مهرجاناتكم أنها ليست مواسم دعائية لبلادكم، ولا لمبدعيكم كبعض المهرجانات، ومع هذا مَن في مقدوره أن يأتي إلى هنا دون أن تستوقفه أصواتكم الشعرية، أو تبهره الرياض؟!».

أردت أن أقول إن هذا الوطن الذي نعم بشهادات المنصفين لم يعد يتحسس كثيرا أن يحمل البعض أقلامهم إلى زوايا الرؤية الضيقة، فالقافلة تمضي، ولن يضيرها إن بلغ أسماع حداتها أحيانا صوت يقتفي الأثر ليقتات من سقط المتاع.

[email protected]