شيخوخة بالتقنين

TT

اصدرت لجنة عولمة الشيخوخة تقريرا من مقرها في طوكيو يشير الى ازمة اقتصادية عالمية تعود الى تكاثر المسنين وتصاعد أعمارهم. لا شك ان الملكة الأم في بريطانيا التي تجاوزت الآن 101 عاما في سنها تعطي خير تجسيم لهذه الظاهرة. فلا اعرف احدا من ملوك او ملكات التاريخ وصل الى مثل هذه السن، فبينما راح الطب الحديث يزيد من عمر الانسان، وبالتالي عدد المسنين الذين يتجاوزون سن التقاعد، راح بعين الوقت يحد من الاخصاب وانجاب الاطفال بموانع الحمل وتسهيل الاجهاض. النتيجة قليل من الشباب الذين ينتجون وكثير من الشيوخ الذين يستهلكون. فمن سيوفر لهم ما يحتاجونه؟ واحتياجات المسنين كثيرة: ادوية وطبابة ووسائل نقل وراحة ونحو ذلك.

يقول التقرير هذا هو سر الازمة الاقتصادية العالمية الآن. يهيب كاتب التقرير بالحكومات والمنظمات الدولية ان تبادر الى معالجة المشكلة ولكن كيف؟

هذه هي اقتراحاتي للموضوع: عمدت بعض الدول عند تفاقم تزايد السكان الى الحد من انجاب الاولاد. لا يجوز حاليا في الصين مثلا لاي عائلة ان تنجب اكثر من طفل واحد، واعتقد ان مثل هذه القاعدة يجب ان تسري على المسنين. لا يجوز لاي عائلة ان يكون فيها اكثر من مسن واحد، ذكر او انثى. وحالما يتزوج المرء يعطونه قسيمة، او كوبونا، لبقاء مسن واحد، وعلى الزوجين ان يتفقا من منهما يستحق استعمال القسيمة. وعندئذ على الآخر ان يموت حالما يبلغ سن التقاعد.

ومن الافضل ان تدرج هذه القسائم بسنين معينة، مثلا قسيمة لخمس سنوات او عشر سنوات، او عشرين وهكذا. وعندما يعلن عن وظيفة معينة يذكر الى جانب مقدار الراتب وبقية الامتيازات مثل سيارة وسكن مجاني، مقدار قسيمة الشيخوخة المضمونة مع هذه الوظيفة، مثلا تعطي صاحبها خمس سنوات او عشر سنوات من العيش بعد سن التقاعد، او يذكر في الاعلان مثلا الحد الاعلى للعمر المسموح به وهو سبعون سنة او خمسة وسبعون وبعدها على الشخص ان يموت.

واعتقد ان من المعقول النص على اعتبار هذه الكوبونات قابلة للتداول والبيع والشراء. هناك كثيرون يفضلون الفرفشة في سن الشباب ولا يبالون في ان يموتوا بعد ذلك مبكرا. الحقيقة، بيننا حاليا كثير من الناس يفعلون ذلك عمليا. يسرفون في الاكل والشرب والجنس في شبابهم ثم يموتون مبكرا، مثل هؤلاء الناس يستطيعون بيع كوبون الشيخوخة المخصص لهم. يشتريه آخر يحب ان يعيش طويلا مهما كانت حياته سخيفة وعقيمة وليس لها اي طعم. ولكن هذا موضوع يتعلق بحقوق الانسان ويجب الآن ان يدرج في وثيقة الامم المتحدة لحقوق الانسان، اعني به حقه في المتاجرة بشيخوخته.

ماذا اذا مات الشخص قبل بلوغ سن الشيخوخة او خلال تمتعه بها؟ اعتقد ان هذا يجب ان يقع ضمن الميراث. فتقسم المدة المتبقية على عدد الورثة، للذكر مثل حظ الانثيين.

وهذا تطور يفتح المجال لمكافأة المبدعين، مثلا الشاعر الذي يمدح رئيس الدولة بقصيدة عصماء يكافأ على قصيدته بمنحه ثلاث سنوات او خمس سنوات شيخوخةً. وبعين الوقت يمكن استعمال النظام لغرض العقوبة. اذا كتب الشخص مقالة مسيئة للدولة يعاقب بسحب قسيمة الشيخوخة منه او تنقيص المدة.

وهو موضوع تكون له مكانته في ميدان الزواج، بدلا من الاطناب بشهادات الشاب او وظيفته او ثروته سيشار الى ما عنده من كوبونات الشيخوخة. وبينما نجد والد البنت يحرص على زواجها بمن لديه كوبون محترم، اتصور ان كثيرا من الفتيات الذكيات يفضلن من فقد كل كوبوناته.