والقمر إذا أظلم بعد ألفي مليون سنة!

TT

القرآن الكريم يقول: «الله نور السماوات والأرض..».

الكتاب المقدس يقول: «ليكن هناك نور. فكان نور».

علماء الفيزياء الفلكية يرون أن أصل الكون نور. منذ 15 ألف مليون سنة حدث الانفجار الكبير، والانفجار كان من شيء صغير جدا جدا، ولا أحد يعرف إلى أي حد كان صغيرا. ثم كان الانفجار العظيم الذي لا تزال شظاياه تتناثر وتتلاقى ويبتلع بعضها بعضا.. أو تتوالد: النجوم والسدم والطرق اللبنية والثقوب السوداء، ولا يزال يتباعد ولم تضعف سرعته، فإلى أين؟ علمي علمك، لا أعرف، وأنت أيضا. وهناك نظرية تقول إن الكون الذي يتمدد سيجيء عليه حين من الدهر يتقلص ويعود إلى سيرته الأولى، أي في حجم واحد على مليون مليون مليون من المليمتر.. كيف؟ الله أعلم.

ومضت ملايين السنين ونحن لا نعرف معنى نور الشمس.. يقول العلماء إن الشمس تفيض بالفوتونات بألوف ملايين الملايين. الفوتون هو الجزء المضيء، والفوتون سرعته 186 ألف ميل في الثانية، ولكن هناك مواد تعطل الضوء أو تكسره أو تقلل من سرعته، فإذا ضوء الشمس اخترق قطعة الماس انخفضت سرعته إلى 77 ألف ميل في الثانية.

والذي يجعل الماس يتلألأ هو عنصر الكربون الموجود فيه، ونحن لا نستطيع أن نرى الأشعة تحت الحمراء ولا فوق البنفسجية، ولكن الزواحف والطيور والأسماك تراها.

ونحن الآن قادرون على أن نحول المادة إلى طاقة، ولكن الله وحده هو الذي استطاع أن يحول الطاقة إلى مادة عندما خلق الكون، فمن النور خرج كل شيء.

وقد كان الفيلسوف الإغريقي العظيم أفلاطون يعتقد أن الأشعة هي التي تخرج من العين، وليست التي تنعكس على العين. وهو لم يخطئ كثيرا، فنحن نلاحظ أن الوجنتين والشفتين تتوهج في الضوء، والسبب هو التفاعل الكيميائي بين الفوتون وخلايا البشرة. ونحن إذا نظرنا إلى المحيطات ليلا وحتى عمق ألفي قدم، نجد أن الذي يضيء المحيطات هو الكائنات البحرية التي ارتدت عنها الفوتونات. إنها تفاعلات كيميائية أيضا.

وفي الحرب العالمية الثانية كانوا يعرفون السفن والغواصات ليلا، فهي تبدو قطعا من الظلام، لأن المحيط كله مضيء، وأول من اكتشف ذلك في سنة 1945 هو الطيار الأميركي جيم لوفل، الذي قاد السفينة «أبوللو 13» بعد ذلك. والريادة الفضائية بأجهزتها الدقيقة والمعقدة قد اكتشفت أن ضوء القمر يضعف كل سنة، لأنه يتراجع عن مداره حول الأرض بوصة كل سنة، ولا يزال يتراجع حتى تظلم الأرض. لا تقلق، فالباقي من الزمن حوالي ألفي مليون سنة!