أمسكْ: غلطة فظيعة!

TT

كنت في مدينة بخارى بلد الإمام البخاري. كان ذلك في العهد السوفياتي وكانت المساجد مغلقة بالضبة والمفتاح. لا مساجد.. لا كنائس. لا مقدس إلا كارل ماركس. ولكن لأنني كنت ضيفا أعطوني بعض المزايا ففتحوا لي مسجدا. الأبواب والشبابيك من الصعب فتحها. ولكنهم تعاونوا وفتحوها. وقالوا لي أن أدخل. فأحسست كأنني أدخل مقبرة فرعونية. هواؤها غاز فاسد.

فهواء المقابر الفرعونية المشحون بالإشعاع من المعادن من ألوف السنين به سموم الفطريات التي تراكمت من ألوف السنين على البذور التي أعدوها ليوم يقوم الميت من موتته الأبدية فيجد طعامه جاهزا..

وفتحوا النوافذ.. ورأيت النقوش الإسلامية على الجدران.. ووقفت عند الآية التي ينقشونها عادة في المساجد. والمرشد السياحي لا يعرف العربية. فقلت أريد مقعدا أو سلما لكي أقرأ هذه الآية الكريمة.. فوجدت بها غلطة في التشكيل.

وشككت وتأكدت واندهشت. فالآية الكريمة تقول: «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ إلا الله» وعلى الهاء الأخيرة ضمة؟! وأعدت النظر وطلبت من المرشد أن يؤكد لي إن كانت فتحة أو ضمة فرسم الضمة. غلطة فظيعة!

فسألني. فأجبت. وسألني. فقلت أريد أن ألفت أحدا إلى ذلك.. ولكن ما دامت هذه المساجد للفرجة السياحية فلا يهم إن وضعتم فتحة أو كسرة أو ضمة أو عملتم بالنصيحة التقليدية: سكّنْ تسلمْ.. ولكن هذا قرآن!

سألني: يعني إيه غلطة؟ يعني إيه قرآن؟

هززت رأسي وقلت: لا فائدة من الإجابة!