يا أخي قل: قضاء وقدر!

TT

قلت للرئيس السادات: يا ريس أنا عندي مصيبة كبيرة لا أعرف كيف أخرج منها..

التفت السادات باهتمام بالغ. قلت إنني اكتشفت أننا بعد أن طبعنا خمسين ألف نسخة من القرآن الكريم وجدنا غلطة.. والغريب أن الذي اكتشفها هو الأزهر.. مع أننا لم نبعث لهم بنسخة واحدة. ومعنى ذلك أن أحدا من عمال المطبعة قد اكتشف الغلطة وسكت حتى أتممنا الطبع.. ثم ذهب إلى علماء الأزهر وأبلغهم قبل أن نعرف نحن. ولكن ما الذي يستفيده من ذلك؟..

إذن لا بد أن هناك أسبابا أخرى. ووجدت السبب. فقد اعتدنا أن نشكل لجنة لقراءة المصحف قبل الطبع للتأكد من الترقيم والتشكيل. إنه المصحف - والأخطاء يجب أن تكون مستحيلة..

ولسبب ما رأى مدير المطبعة أن يكتفي باثنين يراجعان المصحف بدلا من أربعة. وقام أحد الذين استغني عنهم وتسلل إلى المطبعة وجعل الضمة في نهاية إحدى الكلمات كسرة. غلطة شنيعة. وتركنا نحاول المستحيل مع رجال الأزهر. اقترحت أننا نستطيع أن نصحح هذه الغلطة. قالوا لا يمكن.

قلت إذا انتزعنا هذه الصفحة ونضع بدلا منها صفحة أخرى بعد التعديل. قالوا: أبدا..

قلت: ما الحل؟ قالوا: المصحف يجب أن يبقى في المطبعة ولا ينزل إلى السوق..

- فما رأيك يا ريس؟!

ولم يظهر الضيق ولا الحيرة على وجه الرئيس.. وإنما قال: يا أخي ولا حاجة. ضع المصحف الشريف في أحد المساجد. وعن طريق ماس كهربي تحترق هذه النسخ.. وتقول: قضاء وقدر يا أخي!

وقلت!