كيف يغدو ابن القيادي مخبرا؟!

TT

مصعب ابن القيادي المؤسس في حركة المقاومة الإسلامية، الشيخ حسن يوسف، يعمل مخبرا لدى جهاز الشاباك الأمني الإسرائيلي، ويتسبب في إدخال عدد من القيادات الفلسطينية إلى السجون الإسرائيلية، قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية، ويبدل دينه، وينثر فتات ذكرياته على صفحات الجرائد الإسرائيلية!

والسؤال: كيف سقط مصعب، وكيف سقط آخرون ليعملوا ضد قضيتهم، ومشروعهم، وحلمهم، واستحقاقهم في أن يكون لهم وطنهم المستقل أسوة بغيرهم من خلق الله؟! أعرف أن هؤلاء قلة، ولا يشكلون أي قيمة في الكل الفلسطيني الذي ظل يحمل جمرة قضيته مشتعلة أكثر من ستة عقود، خمدت خلالها الكثير من المواقد حول العالم، وظل الفلسطينيون في صمودهم، ينفثون على قبس قضيتهم كي لا تخمد حرارتها، أو يدثرها الرماد، فحافظوا على وهجها، ودفعوا أثمان ذلك غاليا من دمائهم، وزهرة شبابهم، وتضحيات أعمارهم، فليس ثمة قضية ظلت حية، ومثارة، ومتقدة - على المستوى العالمي - كالقضية الفلسطينية، وهم - أي الفلسطينيون - وفق هذا المعيار من الصمود تمكنوا من انتزاع تقدير خصومهم قبل مناصريهم، واستحقوا أن يكونوا من أكثر الشعوب احتراما وإبهارا.

وعودة إلى سؤال: كيف تمكنت إسرائيل من تجنيد مصعب والعدد الضئيل جدا من الفلسطينيين؟ في تقديري أن الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، وما سادها من اتهامات متبادلة مشحونة بمفردات التخوين والعمالة والتبعية، خلقت اضطرابا في مؤشر البوصلة الذي حافظ على أحادية الاتجاه طويلا، وأدى ذلك إلى إرباك بعض النفوس الهشة، فسقط جدار مناعتها، واستسلمت لأن تكون مجرد دبابيس تغرس في خاصرة الحلم، والأمل، وإشراقة الغد، ومع هذا يمكن القول بأن هذه الثقوب القليلة السوداء، ضئيلة الشأن، لا يمكن أن تشوه جماليات الصورة التي تظل تحتفظ بكامل صفائها، ونقائها، وبريقها. واستمرار المشتل الفلسطيني خاليا من الشوائب الضارة، يتطلب الارتقاء بلغة الخطاب البيني الذي تتبادله الفصائل الفلسطينية، ارتقاء يبعد به عن مفردات التخوين، والعمالة، والتبعية، فأنتم - جميعا - في عيوننا أمثلة صمود، ورايات كبرياء، وطلاب حق، ودعاة سلام، فلا تحزنوا محبيكم باختلافكم، ولا تشمتوا أعداءكم بفرقتكم، واستجيبوا لنداءات المخلصين من أمتكم لكي تلتقوا من جديد على الحق والعدل والأمل. فهل تفعلون؟

[email protected]