إما النادي أو هذه الفتاة!

TT

ثلاثة أنواع من الرياضة.. الرياضة الإغريقية، وهي تقوم على البطولة الفردية. والرياضة الرومانية، وهى تقوم على الفرجة، العبيد يقتل بعضهم بعضا.. أو الوحوش تأكل السجناء والعبيد. أو هم يتفرجون على صراع الديوك أو على مصارعة الثيران للإنسان. أما الرياضة الإنجليزية فهي رياضة الفريق. اللاعبون معا. وفقا لقواعد وأصول. أي الرياضة الجماعية. وأن يكون اللعب نظيفا والحكم عادلا. وأن يحترم اللاعب قرار الحكم. لأن الحكم قاضٍ عادل. ولا أحد يعترض على حكم القضاء، ثم إن الولاء للنادي الذي يضم هذا الفريق..

أما الرياضة الأميركية فهي تضم كل هذه الأنواع معا، وتضيف إليها أن اللاعب بضاعة للبيع والشراء. ومن يدفع أكثر يأخذ الأحسن.

ولأن الرياضي قصير العمر.. أي الفترة التي يكون فيها قادرا على الإبهار قصيرة.. ففي الثلاثين ينتهي العمر الافتراضي لكل لاعب. ولذلك يحرص اللاعبون على أن يجمعوا الأموال الكثيرة قبل التقاعد. أو تكون لهم عائلات في هذه السن الصغيرة، ولأنه صغير ويتقاضى أجورا عالية فيكون مسرفا. ولأنه تزوج فتاة في مثل سنة فهي مسرفة أيضا.

هنا تتدخل الأندية الرياضية في الحياة الشخصية للاعب. لأنه يهدد بضاعتها ويضعف فريقها. وهي تريد أن تبيع وتكسب وتتفوق وأن تكون لها الجماهير بالملايين..

ومنذ أيام نشرت الصحف الإيطالية أن أحد الأندية هدد لاعبا فقال له: إما نحن وإما خطيبتك، إنها تبدد أموالك وصحتك. وفي ذلك خسارة علينا. وإلا نفسخ العقد الذي بيننا!

وفي البرازيل يحكي اللاعب العالمي بيليه اكتشافه لموهبة صغيرة. إنه شاب في العاشرة. قدمه للنادي. تعاقد الأب مع النادي. وأدخلوا الطفل المستشفى وتم تحليل كل وظائفه. ثم باعوا هذا اللاعب بعد خمس سنوات بمبلغ كذا. ولما رأى النادي أن هذه الموهبة تساوي أكثر عدل عن قراره.. وبعد خمس سنوات أخرى بلغ ثمن هذا اللاعب مائة مليون دولار. ومنعوه من الزواج وأرغموه على الاعتدال عن اللهو.. وأن لا يغضب والديه حتى لا يبدو عليه الندم والتشرد الذهني في أثناء اللعب..

وأصبحت مدرسة الرياضة الأميركية هي مدرسة كل العالم: اللاعب والنادي والقانون والأخلاق والعدل والولاء للنادي الذي هو الأب والأم لملايين المتفرجين..