هل كان ذلك ضروريا؟

TT

منحت الجامعة العربية اسرائيل فترة سماح من أربعة اشهر تجري خلالها مفاوضات «غير مباشرة» بينها وبين السلطة الفلسطينية. وأعترف، بأنني لم أفهم. على أي أساس تمنح حكومة نتنياهو وليبرمان فترة إضافية، مهما طال زمنها أو قصر؟ ولماذا مفاوضات غير مباشرة وما هي الحكمة من ذلك؟ وهل في هذا حماية للحقوق الفلسطينية اكثر من المفاوضات غير المباشرة؟ وهل فيها من تفاؤل أو أمل أكثر من قطع المفاوضات ورفضها؟

لست أفهم كيف ينتخب الإسرائيلي نتنياهو وليبرمان ويكافئهما بفترة إضافية نعرف جميعا انها لن تؤدي الى شيء. وقد تقدمت الجامعة بهذه المكافأة في الوقت الذي انفضحت فيها عملية اغتيال محمود المبحوح في عمل اجرامي موصوف، وفي الوقت الذي تزداد فيه التعديات على المؤسسات في الخليل والقدس، وفي الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة المستوطنات وقضم الأرض ورفع الجدران وتوسيع السجون.

عندما يعرض فريق فترة سماح على فريق ?خر، يربطها بشروط واضحة ومحددة. فماذا ننتظر من المفاوضات غير المباشرة؟ وماذا في نهاية الأشهر الأربعة؟ وعلى ماذا بالتحديد؟ لقد رفضت حكومة نتنياهو - ليبرمان الإصغاء إلى الإدارة الأميركية. وأفشلت مهمة جورج ميتشل. وصدت كل محاولة قام بها أوباما. فماذا سوف يتغير خلال أربعة أشهر، ومن الذي سوف يتغير؟ وعلى أي أساس؟ ولقاء ماذا؟

إذا كان الهدف هو التأكيد على العدوانية السياسية الإسرائيلية، فهل هناك من حاجة إلى المزيد؟ من نريد أن نقنع بذلك: الأمم المتحدة أم الولايات المتحدة أم الغرب عموما أم الشرق؟

كيف تصرفت إسرائيل في كل مفاوضات جرت، من مدريد إلى اليوم؟ كيف تصرفت في مدريد وفي واشنطن وفي كامب ديفيد (كلينتون) وفي أوسلو وبعد أوسلو؟ لقد ترك ياسر عرفات العالم العربي خلفه وذهب منفردا إلى أوسلو ليعطي إسرائيل ما لم تحلم به. وماذا كان الرد؟ كان اغتيال اسحق رابين وذهاب أرييل شارون إلى المسجد الأقصى ومن حوله 3 آلاف عسكري. وكان الرد أن نتنياهو رفض حتى الالتقاء بعرفات. وكان الرد مجموعة أكاذيب ومماطلات قدمها شيمعون بيريس.

مجرد تجربة بالزائد أو بالناقص. لم يكن هذا الوقت المناسب لأن نمنح إسرائيل سماحا مجانيا آخر. وما دمنا قد فعلنا كذلك كان يجب أن يرهن بنتائج حاسمة ومطالب واضحة. وكان يجب ألا تكون مفاوضات غير مباشرة بل مفاوضات مباشرة واضحة ذات جدول أعمال واضح وحاسم. لن تشبع إسرائيل من التنازلات. بعد أربعة أشهر سوف تطلب المزيد.