حواء: عودي إلى البيت!

TT

في مصر ضجة: هل تصلح المرأة أن تكون وكيلة نيابة أو قاضية؟!

الدستور يقول: من حقها!

القضاة يقولون: الدستور لم يقل المرأة وإنما قال الرجل.

القضاة يقولون: إن النيابة هي التي تختار وتحول لنا القاضيات والنيابة لم تفعل.. وأن عمل النيابة شاق جدا.. وتطلب منا أن نقرأ رواية توفيق الحكيم «يوميات نائب في الأرياف» التي ترجمها إلى الإنجليزية الوزير الإسرائيلي أبا إيبان بعنوان «ضلالة العدالة». ففي هذه الرواية يوقظون وكيل النيابة في أي ساعة من ساعات الليل ليذهب ويحقق في جريمة قتل. ومعاينة جثمان واحد ألقى بنفسه في الترعة.. أو المولدة التي تلقت مبلغا من المال لتدخل فأرا في رحم زوجة العمدة الجديدة.. الفلوس دفعتها الزوجة الأولى.. وعلى الست وكيلة النيابة أن تكون لها الأعصاب الحديدية ولا ترقع بالصوت ولا يغمى عليها إذا رأت وسمعت هذا العمل الوحشي..

وقيل إذا أرادت المرأة أن تكون مثل الرجل فلتكن جنديا في الشارع أو في الميدان تقف ليلا ونهارا في عز الشمس والبرد دون أن تقول: أف!

وفي هذه الأيام تنشر الصحف والمجلات الإنجليزية ظاهرة جديدة وهي أن المرأة تريد أن تعود إلى البيت.. فلم تسعدها المساواة. تريد أن تكون أما.. أن تكون زوجة طول الوقت. فخروج المرأة من البيت جعل البيت مسكنا. وهي تريد أن تعيد الدفء والحنان والحب والاحتواء والأحضان الدافئة إلى الأبناء. لقد تعبت المرأة الإنجليزية. لم تعد أما ولا زوجة ولا عشيقة. إنها تريد الأمومة الكاملة. ولكن..

ولكن المرأة المصرية لا بد أن تشرب المر وتتعذب سنوات قبل أن تحلم بالعودة إلى البيت.. لقد خرجت ولن تعود اليوم.. ولكنها سنوات ولا بد أن تعود!