عرس الكتاب في الرياض

TT

الحديث الأهم هذه الأيام في العاصمة السعودية هو فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، والذي يلاقي اهتماما رسميا كبيرا وتفاعلا شعبيا هائلا ومتابعة إعلامية ملحوظة. وللحقيقة أن معرض الرياض الدولي للكتاب بات اليوم وبسهولة أهم معرض للكتاب في العالم العربي (يتفوق عليه معرض القاهرة في حجم وكم الكتب المعروضة، ولكن التميز في أسلوب العرض والتسهيلات الموجودة بمعرض الرياض وبشهادة المشاركين يحسم المسألة). مركز المعارض الذي يقام فيه المعرض واجهة حضارية مبهرة قدمت فيها المناسبة بشكل حضاري ولائق ولا يمكن إنكار دور وزارة الثقافة والإعلام في الإعداد والتنظيم لهذه المناسبة متمثلة في شخص الوزير المحبوب عبد العزيز خوجة ووكيله المسؤول عبد الله الجاسر. هناك مشاركة سعودية كبيرة سواء من دور النشر أو من المؤلفين بشكل يدعو للتفاؤل أن صناعة الكتاب مقدمة على مرحلة مثيرة، وعناوين الكتب السعودية لا تخلو من الجرأة والإثارة وفي مجالات الرواية والبحث والاجتماع والفكر الديني تحديدا.

وبرزت مجهودات مهمة لا يمكن إلا تسليط الضوء عليها، ففي مجال النشر وضح هذه السنة ظهور دور جديدة تقدم إنتاجا جريئا ولافتا مثل «المسبار» وهي دار نشر للإعلامي المتألق تركي الدخيل قدمت خمسة عشر إصدارا مرة واحدة كلها في غاية الأهمية، وكذلك هناك دار تعتبر جديدة للمحامي السعودي البارز عبد العزيز القاسم وتقدم في هذا المعرض كتابا للباحث السعودي عبد العزيز الخضر بعنوان «السعودية سيرة دولة ومجتمع» والمتوقع أن يثير ضجة وجدلا، عادل الحوشان الكاتب السعودي النشط يقدم إصدارات بكم كبير عبر دار النشر التي يملكها باسم «طوى» والإصدارات المقدمة منها غير تقليدية وجريئة.

المشهد السعودي لم يغب عن دور النشر العربية، فـ«الساقي» اللبنانية اللندنية تقدم كتابا مترجما عن الملك سعود، و«دار رياض الريس» تقدم كتاب «الصحوة في ميزان الإسلام» لعلي الرباعي، وتقدم كذلك رواية «فتنة جدة» لمقبول العلوي. «دار الانتشار العربي» هي الأخرى قدمت عناوين مهمة مثل «اختطاف التعليم في المملكة العربية السعودية» للدكتور حمزة المزيني و«نحن والإرهاب» لمحمد بن علي المحمود. العناوين مهمة ومثيرة والحراك جميل، دور نشر من الأردن وسورية واليمن وتونس والمغرب ولبنان والسودان والإمارات والكويت والبحرين ومصر واليابان وأميركا والسنغال تشارك السعوديين في عرسهم الأدبي بشكل جمالي. خفت المواجهات، ولم تعد تذكر في مسألة الاختلاط ومشاركة المرأة والأسر، وبات وجود المرأة مسألة معتادة جدا مع عدم إغفال حضور وفود مدرسية من البنين والبنات فعاليات المعرض ومتابعات الندوات الثقافية الحية التي حصلت خلال الفعاليات. السعودية تستحق التهنئة على المستوى التصاعدي لمعرض الرياض للكتاب وازدياد مساحة الحرية الملحوظ في العناوين المعروضة وتحسن التنظيم بصورة واضحة. تهنئة للكتاب العربي من العاصمة السعودية.

[email protected]