الملك عبد الله والكلمة المنهج

TT

في زمن يتطلب الشفافية والوضوح شكلت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، منهجا يستوجب التوقف عند كل سطر فيه، وكل معنى، كلمة لامست نقاطا مفصلية هامة تتصل بوحدة الوطن، وواجبات المواطن وحقوقه، وسأتوقف هنا - ضمن مساحة المقال - عند ثلاثة محاور من منظومة المحاور المتعددة، مستعرضا نصوصها وهي:

المحور الأول «الوطن للجميع»:

«الوطن للجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطن قامت أسسه على دعائم الدين والذود عن حياضه بالنفس والنفيس، ولا نخشى في ذلك لومة لائم، فهذا هو المحك لمعادن أبناء الوطن وكلهم معدن نفيس - بإذن الله - وهو عهدنا بهم». إن عبارة «الوطن للجميع» تأكيد على المساواة بين المواطنين، لا فرق بين مواطن وآخر، وهذا الحق يعمق الإحساس بواجب الإخلاص للوطن، والذود عن حياض الدين، الذي يمتزج مع الوطن، ويشكل منهجه، ومرتكزه، ومساره.

المحور الثاني «مسؤولية الكلمة»:

«الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعا منه، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافا، كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وأن لا يكونوا عبئا على دينهم ووطنهم وأهلهم». وهنا تأكيد على حرية الكلمة المسؤولة، فالكلمة المسؤولة أداة بناء، ووسيلة تواصل، تنطلق من الإحساس بالواجب، ولها أغراضها النبيلة، وهي بطبيعة الحال تختلف في أثرها وتأثيرها عن الكلمة غير المسؤولة، التي لا تراعي اشتراطات الأمانة، وسلامة الغاية، ومصلحة الوطن.

المحور الثالث «إنصاف المرأة»:

«شاركت المرأة السعودية مشاركة فاعلة في جميع برامج التنمية والتطوير إلى جانب شقيقها الرجل، سواء بصفتها طالبة أو موظفة أو معلمة أو سيدة أعمال».

يشكل هذا القول إنصافا للمرأة، في عهد من أبرز سماته تعزيز دورها، ودعمه، ومؤازرته باعتباره دورا أساسيا ومحوريا في نهضة المجتمع، وأنا على ثقة بأن كل امرأة سعودية ازدادت فخرا بإنصاف القائد لإسهامها، وعطائها، ومشاركتها، وستستمد من هذا الإنصاف وقود انطلاقتها الآتية. وفي الختام: إن هذه الكلمة الأمينة ينبغي أن تمثل لنا فنارا نسترشد به جميعا، إنها خارطة طريق علينا أن نمضي في مسارها للوصول إلى مستقبل أكثر بهاء، وإشراقا، ونهوضا.

[email protected]