يرفضون الحوار داخلا وخارجا

TT

يحتكر لبنان أشياء كثيرة دون سواه من الدول والأمم والشعوب. وهذه لا يمكن تعدادها في مقال أو مجال أو مجلد أو مكتبة وطنية. والسبب أن في كل يوم ابتكارا في الاحتكار. وآخر ما حصل الاعتراضات على «هيئة الحوار الوطني» التي شكلها الرئيس ميشال سليمان. ومعظم المعترضين على تغييبهم عن اللجنة لم يعرف عنهم أنهم أهل حوار أو جوار. والهيئة محدودة العدد في حين أن كل لبناني يعتبر أنه يمثل أحدا. ويروي سفير لبنان السابق في التشيلي سمير شما أن مهاجرا قديما أصبح رئيسا لجمعية خيرية مؤلفة منه ومن زوجته أطلق على نفسه لقب الرئيس: بريزدنتي! وذات مرة أقامت الجالية في العاصمة تكريما للرئيس التشيلي، وجاء المهاجر المذكور يصافحه قائلا: سنيور بريزدنتي، دعنا الآن نتحدث من بريزدنتي إلى بريزدنتي.

يمتلك الرئيس ميشال سليمان أعصابا من حديد. وعندما أصبح أمين الجميل رئيسا للجمهورية قال له سلفه كميل شمعون: لك عندي نصيحة واحدة. الرئيس في لبنان يحتاج أولا إلى أعصاب. الباقي سهل. وقبل أيام ذهب الدكتور ناظم مستشار الرئيس سليمان، يعود الأستاذ غسان تويني، فقال له: انقل تحياتي إلى الرئيس وقل له: ويل لنا من الرئيس الذي يريد أن يصبح زعيما، وويل للرئيس الذي يريد أن يكون رئيسا.

قال لي الرئيس سليمان: «وضعت أمامي هدفا واحدا وأنا أشكل هيئة الحوار: كيف أرد الضرر عن مسيرة الوفاق. فمن لا يعرف أن السيد حسين الحسيني يغني أي حوار وطني، لكن من سوف أضطر أن أزيد في المقابل؟ ومن لا يعرف أن عدم عودة الوزير بطرس حرب إلى الهيئة خسارة حقوقية ووطنية، لكن من سأضطر إلى التسمية في المقابل؟ إن الهدف من تشكيل الهيئة هو بسط مناخ من الهدوء والأمل والوصول إلى انسجام يرفع عن الناس ثقل الخلاف والتنازع، ولا ينفع أن نحولها إلى حلبة سجال آخر».

وكان بعض السياسيين قد انتقد زيارات الرئيس سليمان إلى الخارج، بحجة أن زوار لبنان كثيرون. ويقول الرئيس: «الحضور اللبناني لدى الدول الشقيقة والصديقة شيء، وحضور الآخرين في لبنان شيء آخر. نحن دولة عاشت طويلا في زمن التوتر ولا بد أن نطلع قادة الدول على ما حدث من تطور. وأنا أقوم بجميع رحلاتي خلال العطلة الأسبوعية لكي أكون في مكتبي صباح أول يوم عمل. ثم ما هذه التهم التي يراد أن أدفعها؟ هل الحوار الوطني تهمة أم العلاقة الحسنة مع الدول؟».