ليس بعيدا: إنه الكعب العالي!

TT

بداية الكعب العالي كانت في 1533. فقد كانت الملكة الإيطالية كاترين دميدتشي قصيرة. فطلبت من الجزمجي أن يجعل لها كعبا عاليا.. ومنذ ذلك الحين وكعب جزمة المرأة يعلو ويهبط. ولكن الموضة الآن أن يكون مدببا من ستة سنتيمترات إلى ثمانية. ولنفس السبب؛ لكي تكون المرأة أطول وأن يساعدها على الدلال، فلا بد أن تكون خطوتها قصيرة. وأن تدب على الأرض، أي أن تعلن عن وجودها لعلنا نراها.. حتى في المستشفيات التي يحتاج فيها المريض إلى الهدوء فإن الطبيبات والممرضات يدبدبن على الأرض. والمعني: لا مفر من ذلك..

إلى أن جاءت الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر فعدل الرجال عن الكعب العالي لأنه من مظاهر الثراء والأرستقراطية..

وكان أجدادنا من الفراعنة يمشون حفاة. إلا الأغنياء والنبلاء فهم يرتدون الصنادل.. بعضها له كعب وبعضها بلا كعب وعليها كلمة «عنخ» أي الحياة السعيدة..

والجميلات يضربن المثل في الدلال والدلع والأنوثة والفتنة مثل مارلين مونرو.. طبعا جميلة. وساقاها جميلتان.. ولكن عرفنا فيما بعد أن مارلين مونرو كانت لها ساق أقصر من ساق.. ولذلك كانت تتثنى وتنكسر. وكل العيوب مغفورة لها!

وقد نشرت مجلة «العلماء الجدد» الأميركية أن فريقا من العلماء في جامعة هارفارد درسوا أثر الكعب العالي على صحة المرأة.. فمن المؤكد علميا أنه يوجع العمود الفقري ويصيب المرأة بتآكل في عظام الركبة.. وأصبح الكعب العالي مثل الفساتين الميني والسجائر والتليفون المحمول قضاء وقدرا.. يستحيل العدول عنه مهما كانت أضراره بالغة..

وقد اهتدى علماء هارفارد إلى أن الكعب العالي يصيب المرأة بالاضطراب العصبي أيضا. والأزواج يرون ما الذي تفعله الزوجة عندما تصل إلى بيتها، إنها تخلع الجزمة وتلقي بها بعيدا.. السبب أنها أرهقتها.. جعلتها عصبية. ولذلك إذا حدثت خناقة في البيت فقبل أن تفتش عن الرجل الذئب في تليفون الزوجة انظر إلى جزمتها.. إنه الكعب العالي!