مصاب بـ«إنفلونزا الثعالب»

TT

قال لي: «من كان قديسا في صغره صار إبليسا في كبره، ومن كان إبليسا في صغره صار قديسا في كبره، إلاّ من شذ عن هذه القاعدة مثلك».

قلت له وقد داخلني الغرور: «أنت تقصد طبعا أنني كنت قديسا في صغري وما زلت كذلك في كبري».

قال: «بالعكس، هذا (عشم إبليس بالجنّة) يا حبيبي».

* * *

هو إنسان يكاد لا ينطق إلا شعرا، عاطفته جيّاشة أكثر من اللازم، ودمعته لا تجف عن خده، ولكنه غير محبوب ولا مرغوب من النساء على الإطلاق لسبب بسيط ومنطقي، فهو إلى جانب دمامته غير الطبيعية يتمتع بثقالة دم مفرطة، ومع كل ذلك فالرجل «مغروم» من أعلى شعرة في رأسه إلى أصغر أصبع في قدمه، ولا سبيل لليأس في حياته. أتاني في أحد الأيام غير المباركة، يريد أن يشكو لي ويبث لواعجه غير المستساغة من قِبلي، وقبل السلام والكلام بادرني قائلا:

إن التي عذّبَتني في محبتها

كلَّ العذاب فما أبقت وما تركت

عاقبتها فبكَت فاستعبرَت جزعا

عيني فلمّا رأتني باكيا ضحكت

فعدت أضحك مسرورا بضحكتها

منّي فلما رأتني قد ضحكت بكت

تهوى خلافي كما حثّت براكبها

يوما قلوص فلما حثها بركت

قلت له: «أبعد كل هذا الذي عملته هي معك ما زلت تجري وراءها؟! استحِ على وجهك يا رجل، والله العظيم لو أنني كنت في مكانك لحثوت على رأسي التراب، أو على الأقل لأنشبت أنيابي في عضدها (أي نهشتها)، هل تعرف ما النهش يا (دراكولا)؟!».

قال لي: «لا ما أعرف»، ثم انخرط في موجة من البكاء المضحك، عندها تركته و«جعيره» يكاد يخرق طبلة أذني.

ليس هناك في الدنيا كلها أسخف من إنسان تصده امرأة، ثم يسعى وراءها مثلما يسعى الكلب المغلوث وراء عظمة.

* * *

من المؤكد أن للرجل كما للمرأة خمس حواس، غير أن للمرأة حاسة سادسة أخرى، هل تعلمون ما هي؟!

أعتقد أنها «الغنج»، والله أعلم.

فقد أكد لي أحدهم أن «المرأة ثلثاها من الأرض، وثلثها الباقي من السماء».

* * *

لا شك أنني اليوم مصاب بما يشبه «إنفلونزا الثعالب»، والدليل على ذلك هو ما كتبته اليوم. الله لا يعاقبني.

[email protected]