القمني «وكعبة» سيناء!

TT

نشرت صحيفة «الراية» القطرية، عدد الثلاثاء 9/3/2010 أن الكاتب سيد القمني قد دعا إلى إنشاء «كعبة» بسيناء لجميع الأديان ليحج إليها الناس من جميع الملل والنحل من شتى بلاد العالم، وطوال العام، زاعما أن مقترحه سوف يدر على الخزينة المصرية نحو 30 مليار جنيه، ولو صح هذا يكون القمني قد سقط سقطته الأخيرة إلى أعماق الهاوية، وانتقل رسميا من قائمة «الحمقى» إلى قائمة «المجانين»، الذين لا حرج عليهم، ولكن الحرج - كل الحرج - لمن ينشر لهم، ومما نحمد الله عليه أن مصر بعمق إسلامها وتدينها في غنى عن «كعبة» القمني، وملياراتها الثلاثين.

والقمني الذي أفنى عمره أسيرا لنزعته الانتقائية للقضايا الدينية الإشكالية، دخل منذ سنوات مرحلة أكثر تدهورا، وفضحا لبواطنه وأغراضه، كأن ينظر إلى الفتوحات الإسلامية على أنها احتلال ظالم لا يستحق أن تحتفل به الهيئات الدينية في تلك الدول، ويقول في أحد حواراته المنشورة: «تصر هذه الدول - حتى اليوم - عبر هيئاتها الدينية على الاحتفال السنوي بذكرى الفتح العربي لبلادها الذي أخرج أهلها من الظلمات إلى النور، وهي الحالة الوحيدة في تاريخ الدنيا التي يحتفل فيها وطن بذكرى احتلاله بكل تكريم وتبجيل، وهكذا يتقدس كل شأن إسلامي حتى لو كان احتلالا للبلد»!

وسلسلة سقطات القمني طويلة وممتدة ومتواصلة، وفي كل مرة يجد من يقف بجواره بزعم حرية الرأي، فالرجل بارع في التمثيل واستجداء العواطف، وزعم قبل بضع سنوات أنه تلقى رسائل تتوعده بالقتل، وأن آخر تلك الرسائل أمهلته أسبوعا ليعلن عدوله عن رؤاه، وإلا فسيكون مصيره القتل، وأعلن يومها الكف عن الكتابة، وإشهار براءته من أفكاره السابقة، وحينها لم يتردد العارفون بطبيعة الرجل في القول بأن ادعاء القمني بالتهديد مجرد دجل ونصب ومحاولة للتسول والارتزاق، وصدق حدسهم، فالرجل ما لبث أن عاد إلى الكتابة بعد أن شعر أن تمثيليته الرديئة لم تقنع أحدا، ورغم إيمان الجميع بأن تهديد أي كاتب بالقتل مسألة عدوانية وغير عقلانية، فإن الغالبية استشعرت أن ادعاء القمني بالتهديد مجرد فرقعة إعلامية من سلسلة فرقعاته «الفشنك».

وفي مواجهة أقوال القمني وأمثاله لا بد من استحضار الحكمة التي تقول: إذا كان المتحدث مجنونا، فعلى المستمع أن يكون عاقلا.