هذه مهنة من لا مهنة له!

TT

مع الأسف لم أفلح في أن تكون لي هواية. فقد أفسدت كل محاولاتي. فقد لعبت كرة القدم واليد والطاولة والطائرة. ولم أتقدم. وكان المدرسون يمنعونني من اللعب قائلين: يا ابني اقرأ لك كتابا. لا تضيع الوقت في الكلام الفارغ - اترك هذا اللعب للتلامذة البليدة.

وتوقفت عن اللعب في سنوات مبكرة..

وفى الموسيقى كان عندي ناي.. ولكني لا أستطيع أن أتدرب عليه في البيت. فأمي نائمة مريضة. وعدلت عن ذلك فقد ظن أحد الجيران أنني شحاذ أتسول وأعطاني قرشا. وتركت القرش والناي في الشارع..

وكان لي زملاء يلعبون الشطرنج. وتعلمت هذه اللعبة المرهقة عقليا. أنا الذي أتعب. أما هم فيلعبون بمنتهى السهولة. وبمنتهى السرعة أجد من يقول لي: كش الملك! وتنتهي المباراة.

وحاولت أن أتعمق في هذه اللعبة واشتريت كتبا. وقرأت وعرفت كيف أنقل الحصان والطابية والفيل.. أو على الأصح: عرفت كيف أتقدم في فتح اللعب والصمود بضع دقائق بينما أجد من يلاعبني وبسرعة: كش الملك..

ولا أعرف كيف أكمل اللعب.. وعدلت عنها. وتعلمت قراءة الكف. أنا الذي توهمت أنني أعرف، وامتدت الأيدي وقلبتها وقرأت خطوطها. أو تخيلت ذلك. ويبدو أنني كنت أقول ما ثبتت صحته بعد أيام. كيف؟ أنا لا أعرف. وصدقني الزملاء. وصدقت نفسي.

وفي يوم في المدرسة رآنا أحد السعاة. وقف وسمع كل ما أقول، وكل من يصدقني، وقال: أولا هذا خط العمر.. وهذا خط الحظ.. وهذه خطوط المرض والعمليات الجراحية.. وظهر الكف يدل على كذا وانفراج الأصابع بعضها عن بعض يدل على كذا وكذا.. ثم إنك إذا أطبقت الكف فإن هذه التجاعيد تدل على أهم الأحداث..

وفشلت. وعاد هذا الساعي يقول لنا: هذه مهنة من لا مهنة له.. وهذا فأل سيئ. ذاكروا لتكون لكم مهنة محترمة. فآباؤكم لم يأتوا بكم هنا لتكونوا نصابين هجاصين مثلي!