ساعة الأرض!

TT

يستحق هذا الكوكب الجميل الذي نعيش فيه أن نفكر جديا في سبل المحافظة عليه، وتأتي فكرة ساعة الأرض «Earth hour» التي انبثقت أول مرة من مدينة «سيدني» الأسترالية عام 2007، حيث تم حث السكان على إطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية من الثامنة مساء حتى التاسعة، مرة واحدة في العام حدد لها السبت الأخير من شهر مارس (آذار) كل عام، بهدف تقليص حجم انبعاث الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، وكتعبير رمزي من سكان هذا الكوكب تجاه سلامة كوكبهم. وهذه الفكرة التي انطلقت من «سيدني» قبل 3 سنوات، انتقلت إلى الكثير من مدن العالم كسان فرانسيسكو، وشيكاغو، ومانيلا، وكوبنهاغن، ومونتريال، وبانكوك، ودبي، وغيرها من المدن التي أخذت تتزايد سنة بعد أخرى، ومن المتوقع أن تتسع الدائرة هذا العام لتشمل مختلف مدن العالم المتحضر. وأجد في هذه المناسبة فرصة لتعويد أنفسنا وصغارنا على الإحساس بالمسؤولية تجاه الكوكب الذي نعيش فيه، فساعة من الظلمة يمكن أن تضيء مساحة كبيرة في عقولنا تجاه الأخطاء الممارسة في حق كوكب الأرض، التي نشارك فيها جميعا بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، ولا يكفي أن يكون إسهامنا في ساعة الأرض كمجرد تقليد للآخرين، فهي تحتاج أن تصاحب ببرنامج يسهم في رفع مستوى الوعي بواجباتنا تجاه سلامة الكوكب الذي نعيش فيه، هذا الكوكب العجوز الذي يذهب بعض العلماء إلى تقدير عمره بأكثر من أربعة آلاف مليون سنة، لكن ما أحدثناه فيه من تلوث خلال القرن الأخير يفوق ما حدث له في كل تاريخه، منذ بدء الكون.

دعونا نشارك العالم السبت بعد القادم في فكرة إنقاذ الأرض، فنطفئ الأنوار، ونشعل الحديث الأسري عن ضرورة استشعار أننا جزء من سكان هذا الكوكب، وله علينا واجب المحافظة عليه وصيانته، تماما كما نفعل في البيوت التي نسكنها، فالأرض هي بيتنا الكبير، وهي الحضن الذي يضم أجساد أجدادنا وأحلام أحفادنا، هي وعاء حكاياتنا ومسرح أحداثنا. وختاما دعونا نردد مع الشاعر ناظم حكمت قوله: لا تجيء على الأرض كمستأجر بيت أو زائر ريف وسط الخضرة ولتحي على الأرض كما لو كان العالم ملك أبيك

[email protected]