.. والله منتهي الجهل!

TT

زرت المعابد لكل دين.. زرت ما لا عدد له من الكنائس في مصر وفى كل دول العالم. كنت مفتونا بالمعمار في كل العصور وبالفتيات اللائي كن يرافقنني. وزرت المعابد اليهودية في مصر وفي بلاد أخرى. زرت معابد زرادشت والذين يعبدون النار في إيران والمعابد البوذية والكونفوشيوسية في الهند وتايلاند.. ومعابد الشنغو في اليابان.. ومعابد اللاما في لهاسا عاصمة التبت.. وكانت ترافقني باحثة إيرانية جميلة.

ورأيت في النجف وكربلاء ما يوجع القلب ويدمع العين؛ السواد في سواد والبكاء والعويل وضرب الذات بالسلاسل. وكان عندنا في مصر شيء من ذلك وحرمته الدولة والحمد لله..

وفي اليابان وجدتهم ينصبون معبدا في ركن من أركان البيت. ويصلون بدلا من أن يذهبوا إلى المعابد. وينصبون نموذجا صغيرا للمقشة الموجودة عند مداخل المعابد. يهزونها فتكنس كل ذنوبهم، وأعجبتني فتاة يابانية. وكنت صغيرا وهي أيضا. ولا أعرف كيف قفزت فكرة الزواج. فكرتها هي. لا أذكر ماذا قلت لها، ففهمت هي أنني أريد أن أتزوجها. ومع هذه الفتاة الطيبة الجميلة رأيت أشكالا وألوانا وأحجاما من المعابد والقديسين. وفى كل مرة كانوا ينثرون البذور فوق رأسي.. لعل الله يرزقني بعدد هذه البذور من البنين والبنات..

وباركني البابا يوحنا الثالث والعشرون في كنيسة الفاتيكان. فقد كانت الفتاة التي أحببتها إيطالية ومن أسرة البابا. ولا أعرف كم من الوقت مضى لكي تذهب عني هذه البركة. أما الفتاة فهي مثلي درست الفلسفة وتعرف عدة لغات وكانت تصر على أن نتكلم كل هذه اللغات طول الوقت. جميل؟ جدا! لا عيب فيها؟ والله لا عيب فيها!

وجاءت أيام وذهبت أيام ودهشتي لا تنتهي كيف لم يطل حبي. وكيف اعتصمت بأفكار سخيفة منعت هذه الزيجة السعيدة. وكيف لم أناقش هذه القضايا التي أخذت من عمري أكثره. غباوة؟ نعم. سخافة؟ مؤكد. جهل؟ والله العظيم منتهى الجهل!