البيئة وراء كل ذلك!

TT

الرجال أشد رغبة جنسية من النساء في كل سن. وقد قامت الأستاذة اسناسي لنداو بتجارب على الرجال والنساء في مرحلة سنية واحدة، فوجدت أن الرجال عندهم رغبة جنسية أقوى، حتى بعد الخامسة والسبعين. ثم قامت بتجارب على الشباب ما بين 27 و35، فكانت الرغبة الجنسية عند الرجال أشد.

تقول الأستاذة لنداو من جامعة شيكاغو في بحثها المنشور في مجلة «علم النفس اليوم» إنه لا علاقة للتربية الأسرية بهذه الرغبة واشتعالها، ولا علاقة لها بالوراثة، ولكن لها علاقة بالجو.. بالبيئة. فالذين في الريف.. وبين الحدائق.. والحياة الهادئة ويتناولون الخضراوات والفواكه الطازجة ولا يتعرضون لهزات عصبية أعمارهم الجنسية وأعمارهن الجنسية أطول من الذين يعيشون في المدن؛ حيث الإرهاق والتوتر والإحباط اليومي. بل ترى أيضا أنه من الضروري كسر الروتين اليومي بالانتقال إلى مكان آخر، وأن تكون في صحبة آخرين، حتى لو كانت الحالة الجنسية على ما يرام..

وكان عالم النفس الكبير فرويد يلعن شيئين في دنياه: السجائر والأقارب. وكان مدمنا للسجائر، وقد أصيب بالسرطان في شفتيه وفى لسانه وكان يعاني ويلات هذا المرض.. أما الأقارب فإنهم ملتصقون به ولا يعرف كيف يفلت منهم، فهم متسلطون على حياته.

وفي إحدى لوحات ابنه لوسيان فرويد هذا المعنى، فقد رسم لوحة لعمارة ضخمة يرفعها على ذراعيه واحد هزيل يشبه والده.. لا مات الرجل ولا سقطت العمارة، وإنما هي إرادته القوية التي جعلته يحمل كل هذا العذاب ولا يشكو..

تقول الأستاذة لنداو إنها الآن تعرف لماذا وهي تلميذة صغيرة تعيش مع جدتها، كانت تسألها قبل أن تغلق الباب وراءها إن كان في البيت أحد غيرها، فتقول جدتها لا أحد.. وتكون إيذانا بأن تخلع كل ملابسها قطعة قطعة وتلقي بها في كل اتجاه، وتظل واقفة عارية أمام جدتها قائلة: «أنا الإنسان الأول.. أنا تخلصت من كل اختراعات القرن العشرين!».