فتياتنا والإتيكيت.. شبابنا والإتيكيت

TT

اعتاد قصر فرساي في باريس قديما أن يضمن بطاقات الدعوة التي يوجهها لحضور حفلاته الرسمية بعض قواعد السلوك التي ينبغي مراعاتها من قبل المدعوين، وكان ينظر إلى بطاقة الدعوة على أنها تذكرة دخول «تيكت»، ثم تحورت لغويا بعد ذلك لتصبح «إتيكيت»، وهو المصطلح الذي غدا يطلق على هذا العلم الذي يهتم بقواعد السلوك الحسن، ويرتدي قبعة الغرب، رغم أن ما تحت القبعة يمثل تراثا إنسانيا عاما، أسهم فيه الشرق والغرب، وللإسلام فيه قسط وافر، الأمر الذي دفع خبيرة «الإتيكيت» السعودية أميرة الصايغ إلى القول: «لا ينبغي أن نتعامل مع هذا العلم كغرباء عليه، بل يجب أن نستشعر أننا من أبرز صناعه ومبدعيه، ومن واجبنا أن نكون في قمة ريادته المعاصرة»، وتبقى مسألة تسمية هذا العلم مسألة لغوية يمكن أن يهتم بتعريبها اللغويون، ولا يجب أن تشغلنا عن التعامل مع هذا العلم، والاستفادة منه، والإسهام فيه.

ويأتي اسم أميرة الصايغ ضمن الكوكبة القليلة من السعوديين والعرب الذين اهتموا بهذا المجال، وشكلوا إضافات مهمة في التأصيل لمنظومة القيم الإسلامية التي تتضمنها قواعد «الإتيكيت»، فلها في هذا الحقل ثلاثة كتب مهمة هي: «أطفالنا والإتيكيت»، و«فتياتنا والإتيكيت»، و«شبابنا والإتيكيت»، والكتابان الأخيران صدرا قبل أيام، وهذه الكتب في مجموعها على درجة كبيرة من الأهمية أن نضعها بين أيدي الناشئة من الجنسين، لنصل بسلوكياتهم في التعامل مع الآخرين إلى مستويات أخلاقية تتسم بالرقي والمثالية، فنحن في حاجة إلى تعريف الجيل الجديد بقواعد التعامل مع الوالدين، والإخوة، والسائق، والخادمة، والجيران، وبآداب المائدة، وآداب المسجد، وآداب زيارة المريض، وآداب الطريق، وغيرها من الآداب التي ينبغي غرسها وتعميقها في نفوس الناشئة، وهي في مجملها تشكل المكون الأساسي لهذه الكتب، التي أراها أجمل هدية يمكن أن يقدمها الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم في المناسبات المختلفة.

أميرة الصايغ في كتبها الثلاثة مزجت الأمومة بالعلم، لتكتب بلغة الوجدان رسائل حب لأجيالنا الجديدة، فهي تحاول أن تبني لهم جسرا من الوعي يحتضن خطاهم إلى غد أكثر رقيا، وتهذيبا، وتواصلا مع الآخرين، ولأميرة وكتبها احتفاء يليق بجهدها المميز.