نعم.. فلتصمت حماس

TT

طالبنا قبل أسبوع، وفي مقال «لكي لا تخسروا أوباما» الفلسطينيين، والعرب، بألا يتبرعوا بارتكاب أخطاء تزيل الضغط عن نتنياهو، وترفع الحرج عنه، سواء بالأفعال، خصوصاً الصواريخ التنكية، أو التصريحات العنترية، ولكن، وكالعادة لم يوفرنا المحسوبون على حركة حماس، حيث قاموا بشن هجوم تخويني واعتبرونا نمثل اللوبي اليهودي!

اليوم، وبعد قرابة أسبوع، من الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وتل ابيب، أو قل أوباما ونتنياهو، ها هو النائب الإسرائيلي عمير بيرتس، من حزب العمل، والشريك في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي، يحذر من اللهجة القاسية التي ظهرت في قرار اللجنة الرباعية الأخير ضد البناء الاستيطاني، مذكراً أن الأزمة ما زالت تغلي حيث يقول «هذه أول مرة توافق فيها أميركا على ذكر البناء في القدس بقرارات الرباعية، وتم فيه استخدام كلمة (الإدانة) وليس (الانتقاد) وحسب».

ويحذر بيرتس، وهذا الأهم، من أن استطلاع رأي جديداً نشر في واشنطن نهاية الأسبوع، تدل نتائجه على هبوط شديد بشعبية إسرائيل بسبب الأزمة الأخيرة، حيث إن نسبة القائلين بأن إسرائيل دولة حليفة للولايات المتحدة انخفضت من 70% قبل شهر إلى 58% اليوم.

وهذا ليس كل شيء، بل إن من يتابع ما ينشر في المواقع التفاعلية على الإنترنت في أميركا يلاحظ لغة جديدة، كانت مغيبة، عن النقاش الأميركي حول العلاقات مع إسرائيل، وأبرز مثال هنا سؤال وضع على إحدى مدونات الشبكة التلفزيونية الأميركية (سي. إن. إن) يقول: هل على أميركا أن تكون أكثر حزماً مع إسرائيل؟ وجاءت الإجابات، في مجملها، ضد إسرائيل، حيث تلخصت الآراء حول ضرورة أن يعاد النظر في تقديم المعونة السنوية التي تقدمها أميركا لإسرائيل، خصوصاً أن أميركا تعاني من أزمة مالية، فلماذا تدفع المليارات لدولة لا تراعي مصالح أميركا، بحسب المشاركين، وهذه لغة مغيبة من النقاش، رغم الأزمة المالية الأميركية، واحتدام النقاش حولها! ناهيك بالطبع عن اللغة القاسية، والمتصاعدة، من قبل القيادات العسكرية الأميركية، مثل الجنرال بترايوس، الذي تحدث عن أن ما تفعله إسرائيل في المنطقة يهدد الأمن القومي الأميركي.

والأمور لا تقف عند هنا وحسب، فبعيداً عن إسرائيل، وأميركا، ها هو القيادي في حماس محمود الزهار يقول لقناة «العالم» الإيرانية بأن «بعض الفصائل تقوم بإطلاق صواريخ لا تحمل رأساً حربياً (على إسرائيل) للاستفادة من ذلك إعلامياً» وأن حكومة غزة تتابع ذلك أمنياً للكشف عن حقيقة الأمر، مضيفاً أنهم يعرفون الدافع وراء ذلك جيداً!

والسؤال هنا إذاً لماذا الغضب من مطالبة الفلسطينيين، والعرب، بالتزام الهدوء، بل الصمت، طالما أن الزهار نفسه يحذر من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بل ويقول إنها إعلامية، أي تنكية؟

وعليه فلا بد أن تلتزم حماس الصمت أيضاً، خصوصاً أن هناك مواقف دولية أخذت تتبلور لإدانة إسرائيل، وكل المطلوب هو ألا تتخذ حماس المواقف الدولية مطية لتحقيق الشعبية المزيفة، فإذا أرادت حماس أن تحصد شعبية حقيقية فعليها أن تسعى لتوحيد الصف الفلسطيني، بدلا من خدمة الأهداف الإيرانية، وإطالة أمد معاناة أهل غزة.

[email protected]