هروب علاء ودلالاته

TT

سيئ الطالع ذلك الذي يريد الهرب وطلب اللجوء السياسي من بغداد في هذه الايام، كما هو حظ ابن عم صدام الذي قد ينتهي نهاية حسين كامل وأبناء عمومة آخرين قتلوا هاربين او عائدين.

وفي تصوري ان علاء المجيد طلب اللجوء السياسي خلال الفترة الماضية، لكن لا احد من الحكومات العربية التي يسعى للاتصال بها وافقت على استقباله خشية إغضاب بغداد في وقت كل يطمع في مد العلاقة معها او ليس متحمسا لمعارضتها.

ونعذر الحكومة الاردنية التي تورطت في عدد من الهاربين بعضهم اغتيلوا على اراضيها ومن بينهم احد اكبر علماء التصنيع الذري الذي وجد مقتولا بعد هروبه، وبعضهم اغتيلوا لاحقا منهم من لم يسمع بخبره احد، وبعضهم قصته مشهورة مثل حسين كامل وشقيقه.

ولأن الاردن البوابة المفتوحة للعراق ومطاره الرئيسي والسوق الكبيرة لنشاطات المعارضة ضد النظام وجواسيس النظام ضد المعارضة في آن واحد، فان عمان احسنت صنعاً عندما نأت بنفسها عن تبني قضية علاء رغم اهميتها السياسية وضروراتها الانسانية. وحتى في ظل سر خروجه وندرة المعلومات حوله نظل نعتقد ان هناك اكثر من حكومة رفضت قبوله او تمرير هروبه الى دول اخرى. وهو جزء من التضامن الرسمي العربي العام بعدم معاونة المتمردين والتضييق على المعارضة في كل مكان.

واذا كانت بغداد تتصور ان هروب ابن عم الرئيس برهن على انها ذات تأثير ويد طويلة، وهو صحيح، الا ان الحادثة برهنت كذلك على وجود خلل واضح في امن النظام وخاصة في الادوار العليا. فقد هرب سفيران قبل اشهر قليلة وآخرون لم يعلن عنهم.

واعتقد انه لولا طمع بعض الانظمة العربية في مكافآت بغداد الاقتصادية وخوف بعضها الآخر لرأينا عبر الشقوق الداخلية هروب شخصيات مهمة اخرى.

وعلى بغداد ان تعرف انها اليوم اضعف سياسيا وامنيا داخليا عما كانت عليه في اي وقت مضى، وانها لن تستطيع الاستمرار الا بعلاقة حسنة مع جيرانها وغيرهم من العرب. فضرب بغداد اكثر من مرة بالصواريخ من قبل المعارضة وهروب اعداد كبيرة من عمال وكبار موظفي النظام خلال السنوات الاخيرة، يعطي صورة يفترض ان تخيف القيادة. وتبقى الكلمة الاخيرة ان تسعى الحكومة العراقية لإصلاح علاقاتها السياسية حتى تستطيع من خلال جيرانها ترميم جدرانها المتشققة.