هل يصبح أوباما الرئيس الملهم؟

TT

بعد التصويت التاريخي على تشريع إصلاح الرعاية الصحية - إحدى الركائز الأساسية لأجندة أوباما - يبدو أن الوقت ملائم كي نلقي نظرة على الكيفية التي قطع بها أوباما ذلك الطريق الوعر الذي قادنا إلى هنا. وفي نظرة سريعة، يبدو بالنسبة لي أن أداءه كان طيبا للغاية.

أولا، دعونا ننظر إلى معدلات شعبيته؛ صحيح أنها انخفضت خلال الصيف، ولكنها استقرت حول معدل 50% في نوفمبر (تشرين الثاني) وظلت تتراوح حول تلك النسبة منذ ذلك الوقت.

ثم بدأت تلك الطبقة الحمقاء الثرثارة جولة أخرى من التوقعات والتحليلات التافهة عندما انخفضت معدلات شعبيته إلى 46%، وهي أقل المعدلات التي وصلت إليها شعبيته حتى الآن. يا لسذاجة هؤلاء النقاد، فقد بالغوا في التعامل مع ذلك الانخفاض الطفيف. فلو كنت خبيرا استراتيجيا جمهوريا (معاذ الله!) لقلقت للغاية من أن معدلات شعبية أوباما التي تقل عن الخمسين وتزيد على الأربعين هي أقل المعدلات التي وصل إليها أوباما، فقد كانت الأشهر الماضية من أسوأ الفترات التي مر بها، ومع ذلك، لم تتأثر معدلات شعبيته إلى حد كبير.

والشيء الثاني الذي يجب أن نتذكره هو أن معدلات الشعبية هي مجرد عامل واحد فقط في ما يتعلق بالطريقة التي يتواصل بها الرئيس مع الناخبين.

ففي نهاية الحوار الذي ظهر فيه الرئيس على قناة «فوكس» الإخبارية، عارض المحاور المتغطرس، بريت بيير، الرئيس للمرة المائة كي يسأله إذا ما كان يعتقد أن قانون الرعاية الصحية سوف تتم الموافقة عليه. وقد أجاب أوباما بتلك الإجابة المألوفة: «أجل. أنا على ثقة من أنه سوف يمر، لأنني أعتقد أن الموافقة على ذلك القانون هي عين الصواب».

وتبدو فكرة دفاعه عن الإصلاح «لأنه عين الصواب» منطقية بالنسبة للناس. فسواء كانت شعبيته مرتفعة أم لا، يعتقد الناس أن نواياه حسنة وأنه رجل صالح في حقيقته. وقد تغلغلت تلك الرؤية في مشاعر الناس إلى الحد الذي جعلهم لم يعودوا يتحدثون حولها، ولكنها تظهر في الاستطلاعات وإن كانت بطريقة غير مباشرة.

فعلى سبيل المثال، يشير الاستطلاع الذي أصدره «مركز بو للأبحاث» مؤخرا إلى أنه على الرغم من انخفاض شعبية أوباما إلى 46%، فإن نحو 61% من الأميركيين ما زالوا يرون أنه شخص ملهم. بالإضافة إلى أن نحو 57% وصفوه بأنه رجل حاسم، في حين قال 54% إنه ما زال يبث فيهم الأمل، وقال 49% إنه يجعلهم يشعرون بالفخر. ولم يصفه سوى نحو الثلث بأنه متعال وغير متواصل أو قالوا إنه يثير غضبهم.

وينطبق ذلك التفاوت حتى على الجمهوريين المحافظين وأقسى نقاده. فعلى الرغم من أن 12% فقط أبدوا رضاهم عن أداء الرئيس، فإن أكثر من ضعف ذلك العدد ما زالوا يرون أنه رجل ملهم.

*خدمة «نيويورك تايمز»