يا ليتها ما كانت!

TT

لا شك أن هناك «ذكاء وغباء» مستحكمَين بين الناس، والله يعطي كل إنسان حقه ولا رادَّ لمشيئته تعالى.

وسنورد لكم أمثلة بسيطة وعادية تحدث بين الناس في كل يوم وقد لا يفطن لها الكثير.

مثل ذلك الأستاذ الذي أجرى اختبارا لتلامذته في الصف الرابع الابتدائي وطلب منهم أن يكتبوا موضوعا لا يتجاوز الخمسين كلمة، يصفون به ماذا يفعلون لحمل سائقي السيارات على مراعاة الآخرين.

فاكتفى أحدهم بثلاث كلمات فقط وهي: أقود سيارة الشرطة.

ومن غباء الأستاذ أنه فرح بجواب التلميذ، وأعطاه العلامة الكبرى.

هذا عن الغباء، أما عن الذكاء فهو ما أجاب به أحد الأطباء عندما سأله أحدهم في مكان عام يريد إهانته قائلا: «يقولون عنك إنك طبيب بيطري فهل هذا صحيح؟».

فأجابه الطبيب بسرعة: «هذا صحيح فهل أنت مريض؟».

غير أن ما أثار حفيظتي هو عندما كنت واقفا مع زميل لي، وجمعتنا الصدف مع امرأة حملت طفلها ذا الأشهر في ما يشبه الحقيبة ووضعتها على بطنها وشدتها برباط على كتفيها وخصرها، فسألها زميلي سؤالا تافها هو في الحقيقة لا يمت لا إلى الذكاء ولا إلى الغباء بأي صلة عندما قال ما معناه: «أوَليس من قبيل الإجهاد للأم التي حملت وليدها جنينا تسعة أشهر في رحمها أن تعود وتضعه فوق المكان نفسه؟!» - قال ذلك وهو يشير إلى بطنها - فأجابته: «الأمر مختلف بين الحالتين (يا فالح)، ففي إمكاني الآن أن أنزل طفلي عني حين أشعر بالتعب».

تأسفت لها على سؤال زميلي وسحبته من يده وابتعدنا عنها هي وطفلها، وسألته مؤنبا: «ما لك أنت ولحملها حتى تسألها هذا السؤال الذي ليس في محلّه؟!».

فقال: تذكرت أمي عندما كانت تريد أن تعمل بيديها، فكانت تربطني خلف ظهرها وساقاي القصيرتان تزنران خصرها».

عندها نظرت إليه وتذكرت شيئا وقلت له: «آه، الآن فهمت، لهذا السبب أنت تمشي دائما (متفاحجا)، إن مشيتك تذكّرني بمشية (البطريق)».

* * *

هل صحيح أن مشكلة الاستثمار الوحيدة لدى بعض الناس، أن ليس لديهم أي أموال يستثمرونها؟!

الجواب: «...».

هل صحيح أن العقول هي كـ«الباراشوتات» ليس لها نفع إلاّ إذا انفتحت؟!

الجواب: «...».

* * *

قال لي: «كادت تحصل لي مصيبة في منزلي لولا أن ربي ستر».

سألته: «خير يا طير؟!».

قال: من لقافة زوجتي يا سيدي أنها عثرت على دفتر حسابات قديمة كنت أسجل فيها المصاريف، ووجدت في السنة التي تزوجنا فيها بندا كتبته تحت عنوان «مصاريف لن تتكرر»، وكتبت توضيحا له أنه «شهر العسل».

قلت له: «إذن من المفروض أن تفرح زوجتك على تلك الملاحظة الإيجابية من قبلك».

قال: «المشكلة أنني لم أقف عند ذلك، ولكن المصيبة أنني أتبعتها بجملة قلت فيها: يا ليتها ما كانت!».

[email protected]