أكلامها مضبوط؟.. ولكن كيف؟!

TT

سألني: عندك مانع نذهب إلى مدام كريستينا؟

قلت: لا مانع. ولكن هذا يضاعف حيرتي. أوكي..

إنها قارئة الفنجان اليونانية الشهيرة. وإذا كنت تشرب القهوة سادة أو بسكر فأنت واحد من ألفي مليون؛ أي ثلث سكان كوكب الأرض. ولو أفرغنا فناجين القهوة التي نشربها يوميا لملأت أربعة حمامات سباحة ذات المقاييس الأوليمبية.

وهذه القهوة نحن العرب نقلناها إلى العالم. فأحد رعاة الأغنام في إثيوبيا اكتشف أن أغنامه إذا راحت تأكل أوراق بعض الأشجار على سفوح الجبال فإنها تصاب بحالة من النشاط أو المرح أو العصبية. فجرب هو الآخر. فزاد نشاطه وطار النوم من عينيه. وكان ذلك في القرن السادس عشر. ثم وجد أنه يمكن وضع بذورها في ماء مغلي ويشرب..

وكانت للصوفية في اليمن مشكلة. فهم يسهرون الليل ويغلبهم النوم بسبب حلقات الذكر المرهقة. فجاءت القهوة وواصلت الليل بالنهار. وانتقلت إلى مصر في القرن السادس عشر.. ومن تركيا إلى أوروبا. وانتشرت المقاهي التي كانت البداية للحانات في أوروبا وأميركا.

ورأى بعض الناس أن البن مذاقه شديد المرارة ولاسع، فوضعوا فيه اللبن والقشدة فتغير لونه إلى أصفر فاتح؛ وهو الكابوتشينو. وهذه الكلمة معناها القلنسوة التي يرتديها الكاثوليك الفرنسسكان.. وكانوا يسمونهم الفقراء ذوي الكابوتشينو. ولكن قارئة الفنجان لا تعرف أن تقرأه إلا إذا كان البن قاتما ليست فيه نقطة لبن واحدة.. وكنت لا أشرب اللبن.. فأصبح عددنا في ذلك الوقت ألفي مليون وواحد؛ هو أنا. وقلبنا الفنجان. وقلنا كما كانت تقول جدتي: يا قهوة يا شاذلية دليني على اللي في النية. فقد كان الشاذلية هم الذين يشربون القهوة حتى لا يغلبهم النوم بسبب الذكر وحركاتهم العنيفة والليل الطويل..

وقالت عن السفر والفلوس والصحة. وذكرت أرقاما، والله على ما أقول شهيد. وكل ما قالته صحيح ومضبوط مائة في المائة.. المعنى؟

لا أعرف!