المؤتمر العربي للنانوتكنولوجي.. برعاية سعودية

TT

في خطوة غير مسبوقة وبمبادرة ورعاية سعودية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وراعي «النانو» الملك عبد الله بن عبد العزيز، تستضيف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران في الفترة من 27 إلى 29 مارس (آذار) الحالي، المؤتمر العربي للنانوتكنولوجي حول «الآثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو»، تحت شعار «نحو تعاون عربي لتطويع علوم وتقنيات النانو»، الذي ينظمه كل من: وزارة التعليم العالي، ووزارة التجارة والصناعة، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وجامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، والبنك الإسلامي للتنمية بجدة، والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين بالمغرب.

ويهدف هذا المؤتمر المهم إلى تنسيق الجهود العربية في مجال المعرفة العلمية بصفة عامة ومبادرات تقنية النانو بصفة خاصة، وتعزيز الوعي بأهمية القدرة على تطبيق علوم وتقنيات النانو وانعكاس ذلك على مستقبل الاقتصاد العربي، وإيجاد سياسات وبرامج فاعلة لنقل وتوطين واستغلال أمثل لعلوم وتقنيات النانو في المنطقة العربية، وبناء بيئة محفزة للاستثمار في مجال المعرفة بصفة عامة وتقنيات النانو بصفة خاصة وبمشاركة القطاعين العام والخاص، وإبراز أهمية الاستثمار والشراكة في مجال تطبيقات النانو.

وتعد علوم وتقنيات النانو (التقنيات المتناهية في الصغر) Nanotechnology من المجالات العلمية الحديثة الواعدة التي تشهد حاليا سباقا وتنافسا عالميا هائلا وتطورات متزايدة ستغير وجه العالم في كافة مجالات الحياة، كما ستشكل تحولات هائلة في الاقتصاد العالمي في الحاضر والمستقبل، فمن المتوقع أن يصل حجم إنتاجها من مواد ومنتجات وتقنيات وخدمات إلى نحو 2.6 تريليون دولار عام 2015، كما ستوفر أكثر من 7 ملايين فرصة عمل بحلول العام نفسه.

وقد أدركت المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وهي تتطلع نحو المستقبل، التوجهات العالمية المتزايدة نحو علوم وتقنيات النانو، فكانت سباقة نحو إطلاق ودعم الكثير من المبادرات الرائدة في تقنية النانو، وتعد «مبادرة الملك عبد الله في تقنية النانو» من التجارب العربية المتميزة والرائدة، التي تعكس مدى رؤيته واهتمامه ودعمه شخصيا بكل ما من شأنه تطوير ودعم الاقتصاد الوطني، فقد تبرع بمبلغ 36 مليون ريال من حسابه الخاص لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في تقنية النانو في ثلاث جامعات سعودية هي: جامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة الملك عبد العزيز بجده، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، بواقع 12 مليون ريال لكل جامعة، كما يعد «معهد الملك عبد الله لتقنية النانو» خطوة أخرى رائدة ومتميزة، هذا بالإضافة للكثير من برامج ومراكز التميز في النانو في الكثير من الجامعات السعودية، التي تعكس جميعها اهتمام ورؤية القيادات السعودية المتميزة لضمان دور فعال للمملكة في المجتمع الدولي في مجال أبحاث وتطوير تقنيات النانو.

ويعد المؤتمر العربي للنانوتكنولوجي ورعايته السعودية الكريمة، خطوة أخرى رائدة وواعدة تظهر بوضوح مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بعلوم وتقنيات النانو ورؤيته الثاقبة ودعمه المادي والمعنوي غير المحدود بكل ما من شأنه تطوير ونهضة عالمنا العربي.

لقد أصبحت هناك ضرورة عاجلة لمبادرة عربية مشتركة موحدة في النانوتكنولوجي، تشمل بناء قاعدة معلومات في علوم وتقنيات النانو، تتضمن حصر البرامج والمبادرات الوطنية والمراكز العلمية العربية والأبحاث والتطبيقات والاستثمارات الحالية المنجزة والمستقبلية قيد الإنجاز، وكذلك حصر اتفاقيات التعاون والشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف بين الدول العربية، وكذلك بين الدول العربية والدول الأجنبية، وأيضا حصر القيادات العلمية في مجال النانو والأجهزة والأدوات والتجهيزات العلمية والمعملية المتوفرة، وأهمية إعداد برامج تعليمية وتدريبية وإعلامية متميزة في علوم وتقنيات النانو لتهيئة وإعداد جيل جديد من العلماء والباحثين العرب، وكذلك التوسع في نشر الوعي العلمي والمجتمعي بعلوم وتقنيات النانو، وتأسيس شبكة عربية للنانوتكنولوجي تكون عضويتها مفتوحة لكل المهتمين بعلوم وتقنيات النانو، تكون بمثابة «مرصد عربي» يرصد ويتابع عن كثب الأبحاث والتطبيقات الحالية والمستقبلية العربية والعالمية في مجال النانوتكنولوجي، وتحديد أولويات ومجالات البحوث والتطبيقات المهمة لعالمنا العربي، وبما يمكننا من اللحاق بركب «النانو» العالمي السريع، الذي عنوانه «اللحاق أو الانسحاق».

* كاتبة وباحثة مصرية

في الشؤون العلمية