معك حق يا أستاذ!

TT

حدث. وما كان يجب أن يحدث. فقد اتفقنا: إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وأنا، على أن نساعد كاتبة مشهورة الآن. بأن نكتب لها رواية. كل واحد يكتب الثلث. وبدأها إحسان عبد القدوس ثم يوسف السباعي وختمت أنا هذه الرواية. وأكثر من ذلك.. فأنا الذي ربطت الأحداث. وغيرت وبدلت بعض العبارات. ولم يغضب أحد؛ لأن أسماءنا ليست مذكورة. والرواية من أولها لآخرها تحت اسم فلانة بنت فلان.

وظهرت الرواية. وكتبنا نحن الثلاثة نبدي إعجابنا بها. وكل واحد أعجب جدا بما كتبه. ولا من شاف ولا من دري..

وكتبت عنها الصحف العربية.. والنقاد تحدثوا عن مسار الأحداث ورسم الشخصيات. وكيف أن الرواية بدأت بطيئة الوقع.. ثم أسرعت الخطى وانتهت بأن أبطالها يلهثون كأنهم تعبوا ويريدون أن يستريحوا.. أما الأسلوب وأما العقدة وأما الحل في النهاية.. ثم إن فيها فلسفة تدل على أن الأديبة لها أعماق كانت تخفى على الناس. ولكن هذه الرواية قد أظهرتها. وهي منذ الآن يمكن أن تجلس وأن تضع رجلا على رجل إلى جانب أي كاتبة أوروبية معاصرة - وليس هذا كلامي ولكنه كلام النقاد..

وظهرت الأديبة في التلفزيون وشكرت إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي. ولم يرد اسمي على لسانها!

ومرة أخرى ساعدت أدباء من الشبان ذكورا وإناثا. بل إنني اقترحت موضوعات ووضعت أسماء لأعمالهم الأدبية. ولأن واحدة منهم تمتّ لي بصلة قرابة، فقد راجعت ما كتبته وغيرت وبدلت. وكتبت هي مقدمة شكرت فيها كل الناس ابتداء من أمها وأبيها وإخوتها وعم أحمد البواب والدادة فهيمة.. إلا أنا؟!

وكان أستاذنا العقاد يقول: مصر هذه بلد عجيب. إذا أرادوا أن ينشروا الإسلام اختاروا كتبي وإذا أرادوا أن يهاجموا الشيوعية والنازية والفاشية نشروا كتبي. ولكن إذا أرادوا أن يرشحوا أحدا لجائزة نوبل رشحوا طه حسين!

والله معك حق يا أستاذنا!