ومن الورد ما قتل!

TT

نشرت الصحف الإنجليزية أن مهندسا مات، والسبب وخز شوك الورد.. أي أن الشوك نفذ إلى ما تحت الجلد وسرى السم بسرعة في جسمه. فقطعوا إصبعه. ثم بتروا ذراعه. وأكله الموت بعد ذلك!

ويرى الأطباء أن هذا طبيعي لأن السم قد سرى في جسمه بسرعة فائقة. والسبب أن هذا الشخص عنده مشكلة في سيولة الدم.

وقد حدث مثل هذا الحدث مرتين: مرة في ألمانيا ومرة في مصر..

في ألمانيا توفي الشاعر الرومانسي رينر ماريا رلكه، والسبب وخزه من الأسل، والأسل هو شوك الورد. وأصيب الشاعر بسرطان في الدم. ولم يكن معروفا في ذلك الوقت كيفية علاج لوكيميا الدم. ومات الشاعر على صدر محبوبته المصرية الفاتنة نعمات علوي.

وتشاء الصدفة السيئة أن يصاب الأديب صلاح ذهني الذي كان سكرتيرا لدار الأوبرا.. ثم سكرتيرا لمجلة «آخر ساعة». وكانت الإصابة من شوكة وردة نفذت إلى تحت جلده. وألهبت اليد والذراع والباقي مضاعفات لا نعرف معناها. ولا أحد عرف. ولما عرف لم يفهم كيف يؤدي الورد إلى الموت الغريب..

وصدفة أخرى. فقد كتبت عن الشاعر الألماني ولكن بمناسبة عثوري على مذكراته وعلى صور العاشقة نعمات علوي. ثم جاء مرض صلاح ذهني. وكتبت عن مرض ذهني. ورجوت أن ينشر المقال بعد سفره إلى لندن للعلاج حتى لا يقرأ هذا الذي كتبت ويربط بينه وبين وفاة الشاعر الألماني. وتأجل النشر أسبوعا. وتأجل سفر صلاح ذهني أسبوعا!.. وقرأ صلاح ذهني المقال وأحس بالنهاية المؤكدة. وحزنت حزنا شديدا. وتواريت عن العيون والألسنة. خجلا وأسفا.

وطلبت أحد أصدقائي من الأطباء. ويبدو أنني أخطأت. ففوجئت بصوت صلاح ذهني يقول إنه قرأ المقال!! ولم أسمع بعد ذلك كلمة واحدة مما قال. فقد أصابني إغماء شديد.. وأفقت على وجودي في أحد المستشفيات!

ومن الورد ما قتل!