اللعنة وتفسيرها العلمي!

TT

أجدادنا الفراعنة كانوا يكتبون على أبواب المقابر هذه العبارة التي نقشها الكهنة المشتغلون بالسحر. والهدف تخويف اللصوص. العبارة تقول: اللعنة على من يدخل أو من يتخطى هذه العتبات.

ولكن المقابر الفرعونية سُرقت ونُهبت وهُدمت على رؤوس النبلاء وكبار موظفي الدولة..

أما لصوص هذا الزمان فهم الذين سرقوا ونهبوا حتى امتلأت المتاحف الأوروبية - ولهم الشكر! ولكننا لم نعرف ماذا أصابهم.. فقط عرفنا الذين فتحوا مقبرة الملك توت - عنخ - آمون: المكتشف مات والعمال بالعشرات. وكان الموت على شكل حمى وحرارة عالية وهذيان وموت!

ولم نعرف تفسيرا علميا لذلك..

وكنت - ولا فخر - أول من اهتدى إلى التفسير العلمي في كتابي (لعنة الفراعنة).. فقد قرأت أن د. أرماينان، الباحثة الفرنسية، قد لاحظت أيام الثورة الفرنسية مظاهرات غريبة في الريف. والمظاهرات لا تهتف بسقوط الكنيسة والنبلاء. وإنما بسقوط: الضفادع والخنازير. ولم يكن المتظاهرون هازلين، بل كانوا جادين تماما. بحثت العالمة الفرنسية وتعمقت وعرفت السبب. ففي تلك السنة تساقط الجليد فقضى على محصول القمح فلجأوا إلى صوامع الغلال واستخرجوا القمح القديم الذي ظهرت عليه الفطريات. هذه الفطريات هي سبب الهلوسة والهذيان. وهذا بالضبط ما حدث لمن فتحوا المقابر الفرعونية.

أخيرا هذا العام ظهر كتاب في فرنسا وقد رصد ظاهرة في أغسطس (آب) سنة 1951 في قرية هادئة جميلة اسمها بون سانت اسبري أي (جسر الروح القدسي) الواقعة على نهر الرون: مظاهرات وصراخ وهلوسة وجنون. وبسرعة اهتدى علماء النفس والأطباء إلى السبب. ووجهوا اللوم إلى عمدة المدينة الذي أطعم الناس قمحا قديما عليه الفطريات - إنها لعنة الفراعنة في أحدث صورها..

ومن يدري ربما ظهرت أسباب أخرى!