الاستثمار المربح

TT

تتعدد وسائل العقاب في البلاد العربية بالنسبة إلى المخالفين والمذنبين، ولكن هل أفلحت تلك الوسائل؟! هذا هو السؤال الذي لا أملك الإجابة عليه.

ولكن اقرأوا معي ما قاله السناتور الأميركي جورج أكن:

«عندما كنت حاكما لولاية فيرمونت أطلقت سراح رجل مسجون، وأرسلته إلى بيته ليرعى شؤون أسرته. وكان بين الجرائم التي اعتاد ارتكابها، سرقة البنزين من السيارات باستخدام خرطوم من المطاط طوله نحو متر.

وبعد بضعة أسابيع، نفد البنزين من سيارتي وأنا في طريق منعزل.. كانت الساعة الواحدة صباحا، ودرجة الحرارة 29 تحت الصفر.. وبينما كنت في حالة سيئة، رأيت سيارة نقل مقبلة، فلوحت لها بيدي، وسألت سائقها عما إذا كان يستطيع أن يقدم لي أي مساعدة.. وما كاد السائق يراني، حتى صاح:

- إنني على استعداد لأن أفعل أي شيء لك يا سيدي الحاكم.

ومد الرجل يده إلى صندوق «العدة» وأخرج خرطوما من المطاط طوله نحو متر، وبدأ يسحب البنزين من خزان سيارته إلى خزان سيارتي..

ومنذ ذلك الحين أصبحت من أشد أنصار الإفراج عن المسجونين بكلمة الشرف»!

طبعا لا أريد أن أخوض في حديث لا طعم له، وأترك لكم الحكم والرأي.

* * *

قرأت: «في قلب كل شتاء ربيع نابض، ووراء كل ليل فجر باسم».

ويحق لي أن أسأل: إذن ماذا في قلبي وحياتي لأحكيه؟!

فلا الزهر زهر، ولا الضياء ضياء، ولا أدري والله هل أنا «اتمرجح»، أم أنا «المرجوحة» وغيري هو الذي يلعب بي!

* * *

ذهبت وحدي إلى حفلة مختلطة، ولفتت نظري بين الحضور امرأة ثرثارة، وصوتها مرتفع، ودمها خفيف، وقد حباها الله سمنة فارطة، وقالت بفخر وبصوت يسمعه الجميع: «إنني عندما تزوجت كان وزني لا يزيد على (40 كيلو) فقط».

فلكزني جاري في خاصرتي وهو يقول: «هذا هو الاستثمار الوحيد الناجح في حياتي الذي جعلته يزداد وينمو»، فعرفت أنه زوج (الست).

فقلت له دون تردد: «يا له من استثمار مربح! أبشرك من الآن أنك لن تجوع أبدا..».

[email protected]