تجاهد من أجل ذكريات القهر والفقر!

TT

الملايين يريدون أن ينسوها. ولكنها لا تريد. إنها أرملة الرئيس الفيلبيني ماركوس. إنها إيميلدا (80 سنة) وقد تركت وراءها (1200 جوز جزمة وألف قفاز وألف حقيبة يد و38 بالطو من فراء المنك).. وقد نهبت هي وزوجها ألوف الملايين من أموال الشعب. وقامت الثورة ضدهما سنة 1986. ومات الرئيس ماركوس في منفاه في جزر هاواي..

أما أرملته فتريد أن تعيده إلى الحياة وتغسل صورته الشنيعة للظلم والقهر والفساد. وقد رشحت نفسها للرئاسة مرتين وفشلت. واليوم تريد أن ترشح نفسها في مايو القادم لمجلس النواب وابنها لمجلس الشيوخ وابنها الآخر محافظا لإحدى الولايات. وقد أعلنت أنها لن تموت قبل أن ترد لزوجها اعتباره وأن تعيد رفاته ليدفن في المقابر الوطنية في مدينة مانيلا، معززا مكرما. لأن بلاده لم تعرف العدل والوحدة الوطنية والكرامة إلا في عصره - هي وحدها التي تقول ذلك.

ولكن لأن أسرة ماركوس كبيرة فهم يتولون الدعاية لها في كل مكان. ورغم أن صحتها ليست على ما يرام - فعندها سكر وعندها مياه بيضاء على العينين - فإن إصرار ملكة الجمال السابقة لا يلين. وهي مثل إيفا بيرون زوجة دكتاتور الأرجنتين. ومثل كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي ساركوزي: ملكة جمال ومطربة أيضا.

وقد قابلت الرئيس ماركوس في الفيلبين. ولما كررت له شكوى المسلمين من الاضطهاد قرر أن أسافر إلى جزيرة مندناو لأراهم بنفسي. ورأيت الإسلام البدائي الساذج والمساعدات الأكثر سذاجة التي يلقونها من ليبيا..

وقد رأيت السيدة إيميلدا ماركوس هنا في مصر وفي لقاء مع الرئيس السادات. وحضرت اللقاء الطويل. ولما انتهى اللقاء سألته السيدة جيهان السادات وهي تضحك: عملت إيه يا ريس معها؟ قال: يا جيهان حال المسلمين يبعث على الحزن..

أما سخرية السيدة جيهان السادات فسببها أن السيدة ماركوس كانت ترتدي فستانا يكشف من صدرها الكثير جدا. ولكن السادات في جانب آخر مشغول بحال المسلمين المضطهدين هناك!