بعض الناس لديهم حساسية مفرطة من تحديد العمر وعدد الأعوام، فنجد الواحد منهم يتهرب، بقدر الإمكان، من ذكر عمره، وكأن الزمان سوف يمهله، وأن عقارب الساعة، (والعدّاد) سوف يتوقفان عن العد. وما كذبت المطربة صباح، التي يزيد عمرها الآن على 90 سنة، عندما غنت، لا فض فوها، وقالت عن تجربة مؤكدة: يا ناس الدنيا دولاب طالع نازل ع دربه، بالطلعة كثروا الأحباب وبالنزلة كلن هربوا. وها هي المسكينة في الوقت الحاضر تقبع في منزلها في لبنان وحيدة، وأحبابها كلهم هربوا تقريبا (واستخبّوا) تحت التراب، بعدما كانوا في يوم من الأيام يتهافتون عليها مثلما يتهافت الذباب على قرص العسل.
وقد عرفت أحد الذين لهم حساسية من ناحية العمر، وقد (اتكل على الله) منذ زمن، فقد استطاع ذلك الشخص بحكم معرفته وصلته بدائرة (أحوال النفوس)، أن يبدل بطاقة أحواله، ويطرح من عمره الحقيقي 23 سنة دفعة واحدة (وبجرّة قلم)، وأصبح الفارق بينه وبين ابنه البكر خمسة أعوام فقط - طبعا هو أكبر من ابنه، وليس العكس.
ولا شك في أن ذلك الرجل (المتشبشب) لا يمتّ للثقافة الصينية بصلة، ومثلما قرأت، فهم يحسبون العمر على نحو يختلف عن حسابنا، لأنهم يعتقدون أنك عندما تولد لا يمكن أن يكون عمرك لا شيء. لذلك، إذا كنت في الشهر الثاني من السنة بحسب التقويم الشمسي، فإن عمرك الصيني أكبر من عمرك الحقيقي.
مثلا، ولد ابننا في شهر ديسمبر (كانون الأول). في التقاليد الصينية، كان عمره سنة عندما ولد. لكن في فبراير (شباط)، بعد حلول السنة الجديدة الصينية كان عمره سنتين. على الرّغم من أن عمره الحقيقي شهران فقط.
هذا النظام غالبا ما يكون محيّرا، حتى بالنسبة إلى الصينيين، لذلك يسأل الناس: ما برجك الصيني؟ ويستخدمونه لحساب عمرك. هناك اثنا عشر برجا، يدوم كل منها سنة كاملة، قبل أن تتكرر الدورة من جديد. وعندما يخبرك أحد برجه، فإنك تستطيع أن تحسب بسرعة - اعتمادا على عمره التقريبي - في أي سنة ولد، وكم عمره. من التهذيب أيضا أن تكتشف عمر الشخص من دون أن تسأله مباشرة.
والأبراج الصينية الاثنا عشر هي: الفأر، والثور، والنمر، والأرنب، والتنين، والأفعى، والحصان، والماعز، والقرد، والديك، والكلب، والخنزير. لذا، يربط الناس بصورة عامة كل برج بشخصية محددة. يحب الفأر أن يتناول وجبات خفيفة، والثور يعمل بجد، والنمر انفعالي، والأرنب منطقي، والتنين قوي، والأفعى هي التنين الأصغر، والحصان مستقيم، والماعز برج جيد للرجال، والقرد ذكي، والديك مغرور، والكلب مخلص، والخنزير هو البرج الأكثر حظا من الأبراج الأخرى جميعها.
وعلى الرغم من أنني لا أعتقد ولا أهتم بالأبراج، ولكنهم لو خيروني جدلا ماذا أريد أن أكون، لقلت لهم وأنا مغمض: خنزير - أقصد (برج الخنزير)!