عمار الحكيم.. يخطف الأضواء من الكبار

TT

هز تصريح السيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، المشهد السياسي بعنف، بعد أن استنكر وصف قائمة الدكتور إياد علاوي «بالبعثية»، ولا سيما من قبل بعض القيادات في ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي، وأصر على تشكيل حكومة شراكة وطنية تشارك فيها القائمة العراقية التي جاءت الأولى في تسلسل القوائم الفائزة في الانتخابات.. ولم يكن هذا التصريح المفعم بالوطنية وروح التعاون ونبذ الطائفية هو الأول، من حيث أهميته بعد الحراك السياسي الذي أعقب الانتخابات، إذ سبق وأن رفض التشكيك بنزاهة الانتخابات وحيا المفوضية العليا للانتخابات على ما بذلته من جهد خالص لإنجاح العملية الانتخابية، على الرغم من أن قائمة الائتلاف الوطني العراقي التي يتزعمها، حلت في المركز الثالث، وكما هو معروف أن أجهزة الدولة ومؤسساتها غير خاضعة لنشاط الائتلاف الوطني العراقي، ولم تسجل ثمة مثلبة أو اتهاما بشأن التزوير على الائتلاف الوطني، كما حيا جميع العراقيين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والمذهبية والدينية والقومية.. بنجاح الانتخابات، من دون التشكيك بأحد؛ إذ قال: «فلقد كانوا صادقي النوايا في خدمة العراق».

ما الذي يؤشره هذا التصريح الذي خطف السيد عمار به الأضواء من الساسة العراقيين الكبار؟ للإجابة على هذا التساؤل نقول إن ثمة احتقانا أو تخندقا طائفيا حاول البعض اللعب عليه بتهميش القائمة العراقية بعد وصفها بالبعثية أو ملاحقة رموزها باتهامات باتت غير مقنعة، ونحن هنا لا نتعاطف مع البعثيين، كما أننا في كردستان قد ذقنا من البعثيين ما لم يذقه شعب آخر من ويلات وآلام من حلبجة إلى الأنفال.. كما ذاق إخوتنا في الجنوب من المقابر الجماعية وبقية القوى السياسية بمختلف انتماءاتها الطائفية والدينية، لكن الذي يترشح من هذه الدعوة هو روح الطائفية التي تتحدث عن المساءلة والعدالة، ولكنها في مضامينها ذات بعد طائفي! فما صرح به الحكيم يشير إلى أننا إزاء سياسي كبير استطاع أن يقود الحدث السياسي لا كما كنا سابقا؛ إذ الأحداث كانت هي من تقود السياسي، ولا سيما بعد زوال النظام عام 2003، فجاء صوت الحكيم ليخفف من الاحتقان، وبدلا من التخندق الطائفي تخندق بالوطن، فروح الانتماء للعراق ليست بغريبة عليه فلقد تعلمها بكنف عمه شهيد المحراب محمد باقر الحكيم.

عموما، إنه لشيء مفرح أن تظهر قيادات سياسية بهذا المستوى من الوعي الفكري والسياسي لتقود المشهد، ونستطيع أن نضيف لهذا الموقف تصريح الدكتور طارق الهاشمي بعدم الترشح لرئاسة العراق، ليشير إلى أن هناك تناغما بين القادة السياسيين يتزامن مع الحدث، وما شهدناه في كردستان العراق من تقبل المعارضة لأول مرة وبروح ديمقراطية في ممارسة حقها الانتخابي وقبول حصولها على مقاعد بواقع 14 مقعدا، يؤكد أن التجربة الديمقراطية تسير بوتائر متسارعة نحو ترسيخ وتكريس الديمقراطية.

ونحن هنا لا نقف بالضد من قائمة دولة القانون، فثمة نجاحات تسجل لها كما تسجل عليها، وما يصرح به البعض منها لا يعني تطابقه أو تماثله مع بقية كتل الائتلاف فضلا عن أننا لسنا من المناصرين لقائمة إياد علاوي، إلا أننا مع كل موقف خير يصب في وحدة العراق وينبذ الطائفية ويؤكد على التلاقي لا الاختلاف.

*كاتبة وأكاديمية من إقليم كردستان العراق