يوم الصحة العالمي: التوسع العمراني والصحة

TT

يوم الصحة العالمي، الذي يحتفل به سنويا في السابع من أبريل (نيسان)، لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية - ومقرها جنيف، سويسرا - في 7 أبريل 1948، والذي يركز سنويا على مجال من المجالات الحيوية، التي تحظى بأولوية منظمة الصحة العالمية، وتثير القلق وتستدعي الاهتمام عالميا، سيركز هذا العام على موضوع في غاية الأهمية، وهو ظاهرة « التوسع العمراني والصحة»، الذي سيقام تحت شعار «ألف مدينة.. ألف سيرة حياة»، وذلك اعترافا بالآثار السلبية التي تخلفها تلك الظاهرة على صحة الأفراد والمجتمعات في أنحاء العالم.

وتعد ظاهرة التوسع الحضري من الاتجاهات العالمية السائدة، والمتزايدة في القرن الحالي، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه في عام 2007، ولأول مرة في تاريخ البشرية، كان أكثر من نصف سكان العالم يقطنون المدن، وبحلول عام 2030 سيعيش عُشر سكان العالم في مناطق حضرية.

ويرتبط بالتوسع العمراني الكثير من التحديات الصحية الناجمة عن المياه والبيئة، والإصابة بالأمراض والسلوكيات والأطعمة غير الصحية، والازدحام السكاني والتلوث والضوضاء، وقلة الأنشطة البدنية وزيادة المركبات ذات المحركات، وانعكاساتها على البيئة وصحة الأفراد، وانتشار العشوائيات والقمامة، إلى غير ذلك.

ولهذا، فإن قضية الصحة في المناطق الحضرية من القضايا العالمية العاجلة، التي تتطلب اتخاذ إجراءات وأنشطة فعالة، من شأنها تحسين صحة البيئة في هذه المناطق، وهو ما سينعكس إيجابيا على تحسين الصحة البدنية والنفسية للأفراد.

وفي إطار شعار حملة يوم الصحة العالمي لهذا العام، خلال الأسبوع الممتد بين 7 و11 أبريل الحالي، سوف يطلب من شتى المدن في جميع أنحاء العالم، وبمشاركة ألف مدينة، القيام بأحد الأنشطة الصحية التي يمكنها تعزيز الصحة البدنية والنفسية للأفراد، والحفاظ على صحة وبيئة المدن، ومنها حملات لتنظيف البيئة المحيطة، أو لإزالة القمامة من العشوائيات في المدن أو رعاية سباقات للعدو أو للمشي أو تهيئة ممرات خاصة للدراجات أو غلق أجزاء من الشوارع أمام المركبات ذات المحركات أو حملات توعوية لأضرار التدخين، والحد من التعرض للتدخين اللاإرادي، وكذلك جمع والتعرف على ألف سيرة حياة لدعاة الصحة، وممن يشكلون قوة هائلة ومؤثرة في المناطق الحضرية، وقاموا بإجراءات فاعلة، وأحدثوا أثرا كبيرا في مدنهم في المجال الصحي.

وأخيرا.. يوم الصحة العالمي، فرصة ثمينة لتركيز الانتباه على ظاهرة عالمية الأبعاد، ولاستنهاض همم الأفراد والحكومات والمجتمعات وحثهم على العمل الجاد على تحقيق بعض أهداف منظمة الصحة العالمية وإضفاء مغزى لمشاركتنا في الاحتفال بهذا اليوم. ولعل ظاهرة التوسع العمراني وانعكاساتها الصحية، تستحوذ على اهتماماتنا وإرادتنا، ورغبتنا جميعا للتقليل من السلبيات والمخاطر الصحية للحياة في المدن وبيئتها.

* كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية