قزم على كتف عملاق: هو الأطول!

TT

هناك مثل يقول: من الذي أطول من العملاق؟ الجواب: القزم إذا وقف على كتفيه. والقزم هنا إسرائيل والعملاق أميركا. وكانت السياسة الأميركية الإسرائيلية من الثوابت. جاء الديمقراطيون أو جاء الجمهوريون. فالموقف الأميركي هو هو. الانحياز الأعمى لإسرائيل لأنها المثل الديمقراطي الذي يدافع عن الديمقراطية الأميركية. وهي العصا التي تستخدمها أميركا في تأديب سفهاء الشرق الأوسط. هل هذا صحيح؟ ليس هذا هو السؤال. بل إن الموقف ليس موضع سؤال أو مساءلة.. فأميركا تساعد إسرائيل. والقاعدة: «حسنة وأنا سيدك». وطالب الحسنة هي إسرائيل وهى السيد لأنها تملك البورصة والبنوك وكل وسائل الإعلام وكل وسائل الفرفشة والجاسوسية. ولكن إسرائيل لا تنسى نصيبها من الدنيا.. فهي تعمل لحسابها وتتجسس على أميركا كأنها أشد الدول عداوة لها.

وأميركا كانت تقدم لإسرائيل شيكا على بياض. أميركا تبدأ بتوقيع الشيك وتترك الرقم لإسرائيل تضعه، وتضع الأسباب التي تراها مثل محاربة الإرهاب الفلسطيني، لأنهم يحاربون من أجل وطنهم وحقوقهم. ورغم الوعود التي أعلنها أوباما في القاهرة، وننتظر منه أن يفي بما وعد، فإن إسرائيل أصرت على إحراج أوباما حتى يبدو «ولا حاجة» أمام العرب وأمام العالم. فقد وعد بوقف البناء على الأرض المحتلة. وضاعفت إسرائيل البناء. وقد وعد بالعمل من أجل التفاوض من أجل السلام. ووضعت كل ما ينسف السلام والطريق إليه. أي إحراج أوباما الذي يريد أن يؤكد أنه رجل قوي، وأنه وعد وأنه سوف يفي بما وعد. وقد بلغ الموقف درجة ملتهبة بين الدولتين. حتى تخوف اليهود من هذا الرئيس الجديد الذي أظهر انتصارات مهمة في الداخل والخارج. وأن نجاحه في إصدار قرارات التأمين الصحي على الشعب ضد مصالح شركات التأمين تعتبر انتصارا عظيما. فازداد أوباما قوة. وبدأت أميركا تسحب الشيكات على بياض وبدأت تهدد القزم بأن تتركه يقف على قدميه.. فأوباما لا يضحي بمصالح أميركا الهائلة من أجل إسرائيل.

ولكن لا تزال إسرائيل هي الأقوى، لأن العرب ليسوا بهذه القوة ولا بهذه الاستراتيجية الواضحة. بل إن تمزق الشعب الفلسطيني واستسلامه لاحتلال آخر غير الاحتلال الإسرائيلي يزعج أميركا وإسرائيل.. ومصر أيضا!