المملكة العربية السعودية.. المركز العربي وثقل العالم الإسلامي

TT

تضطلع المملكة العربية السعودية بدور كبير في منطقة الشرق الأوسط، لما تتمتع به من إمكانات اقتصادية، ومالية، وسياسة متوازنة، أكدت حضورها الإقليمي والعربي ولا سيما في الخليج العربي الذي يعد عصب الاقتصاد العالمي، لذا نجد أن قادة العالم السياسيين عند معالجة أية قضية، سواء كانت إقليمية أو تتعلق بالشرق الأوسط، نراهم دائما ما يتحاورون ويتشاورون مع قادتها، وهذا يؤكد حضورها الخطير ومركزها الحيوي الجيوبولوتيكي، إذ من غير الممكن تخطي المملكة عند معالجة أية مشكلة أو أزمة، وهذا ما جعل السعودية تعد من الدول التي تتمتع بنفوذ قوي في المنطقة، فضلا عن زعامتها الإسلامية، فهي تقف في المقدمة عند الدفاع عن القضايا العربية، وهذا ما أكده دورها في إيقاف الحرب الطائفية في لبنان ودعمها اللامحدود لها وبمختلف الصعد من السياسية إلى المالية، فضلا عن دورها المشهود والمعروف في دعم قضية العرب المركزية «فلسطين»، ودعم الدول العربية كافة.

لكن المثير للغرابة أننا نجد دائما ما يقف بعض الإعلاميين العرب بشكل موارب من القضايا السعودية، ويثار الضجيج واللغط بشأن حقوق الإنسان.. لكن عند الحاجة، على السعودية أن تقدم الدعم المالي وتستخدم نفوذها العالمي لما تتمتع به - كما ذكرنا آنفا - من ثقل سياسي واقتصادي لحل المشكلات، وفي اليسر يبدأ الغمز واللمز، أو بالإشارة والإيماءة عن بعض جوانب انغلاقات الأنساق الاجتماعية.. من دون مراعاة ثقل المملكة الإسلامي العالمي الذي يفرض عليها التزامات يمليها تمركزها بوصفها البؤرة والعمق ونقطة الإشعاع التاريخية للشريعة الإسلامية، لذا من الصعوبة بمكان الانفتاح على ثقافة العصر بتهافت سريع وغير مدروس، إذ فضلا عن ذلك هناك الفضاء الاجتماعي السعودي ذو الطابع العشائري الذي هو الآخر يضغط من جانبه باتجاه التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف، فالمملكة مجبرة على أن تسير بخطوات بطيئة ومتوازنة باتجاه التفاعل مع ما يحدث من تطور وتغير في العالم، وهناك الكثير من المؤشرات الإيجابية في جوانب عديدة؛ اقتصادية واجتماعية وعلمية، ومنها على سبيل المثال افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.. عموما بعد هذه المقدمة.. الذي نريد أن نقوله الشعور بالإحباط من الموقف العربي والإسلامي بشأن إفشال المحاولة الإرهابية الكبيرة التي استهدفت أخيرا المملكة السعودية، إذ لا ينبغي هذا الموقف الغريب إزاء ما تعرضت له بلاد تضم أقدس بؤرة إسلامية في العالم، كان من الواجب أن يقف العالم الإسلامي والعربي للحيلولة من دون أي مساس في أرض ولد فيها فخر الكائنات وخاتم الأنبياء الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - لكن الغريب أننا لا نجد ثمة موقفا إعلاميا أو سياسيا يتناسب مع حجم ما تعرضت له المملكة، بما ينسجم مع مواقف السعودية الداعمة للجميع.

إذن، لا ينبغي أن تدنس هذه الأرض الطاهرة بالإرهاب وخلق بؤرا للتوتر فيها، فملايين المسلمين في العالم كل عام ينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر، لأداء المناسك في جو يسوده الأمان، نقول هذا ونحن لا ننسى دورها في تغطية مواسم الحج الضخمة من دون حوادث تذكر وبمنتهى النظام والتنظيم، وهذا أمر لا يمكن إنكاره.

لذا، فإن دعم السعودية في مواجهة الإرهاب ضرورة إسلامية وعربية تمليها اشتراطات الانتماء العربي والإسلامي.

وأخيرا نقول، ألا ينبغي أن نجد مواقف أكثر عدلا وموضوعية في التعامل مع المملكة؟!

* كاتبة وأكاديمية من إقليم كردستان العراق