تزايد تأثير الهسبانك بأميركا

TT

كان يوم الإحصاء السكاني يوما مهما داخل مكتب «المجلس لا رازا الوطني» (وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية). فقد كان ذلك اليوم الأخير في حملة تهدف إلى الحد من الرصد غير الحقيقي لعدد المقيمين الهسبانك (أي المتحدرين من ولايات أميركا اللاتينية). كما أنه اليوم الذي تمكن فيه اللاتينيون داخل الولايات المتحدة من الحصول على آخر مقياس يظهر نفوذهم السياسي المتنامي، حيث تعيش هذه الفئة السكانية الأسرع نموا في وضع شاذ خلال العام الحالي. وفي بعض النواحي، لم تكن مكانة الهسبانك في يوم من الأيام أكبر، إذ أكد تعيين سونيا سوتومايور في المحكمة العليا على سقوط أحد العوائق التاريخية بفضل موهبة وطموح مَن يتحدثون باللغة الإسبانية.

ولكن، كما ذكرتني جانيت مورغويا، المنظمة السياسية المخضرمة والمساعدة السابقة في البيت الأبيض إبان إدارة بيل كلينتون والرئيسة الحالية لمجلس «لا رازا»: «ما دامت قضية الهجرة لم تجد حلا، سنبقى نشعر أننا مهددون».

وقد أفرزت الإشارات المختلطة التي تصل إلى الهسبانك من العدد الأكبر من السكان، امتدادا من الاحتفاء بالمرأة الهسبانية الأولى داخل المحكمة العليا وصولا إلى التهديد الأهلاني لتوم تانكريدو خلال المؤتمر الأولي لـ«حفل شاي»، رد فعل انفصاميا بين القيادات والدوائر اللاتينية.

وفي الوقت الذي كانوا يحتفون فيه بالمكاسب التي سجلوها فيما يتعلق بقضايا مهمة مثل الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للأطفال والتعليم بسبب تحالفهم مع باراك أوباما، أحسّوا بالقلق من التراجع الذي يرونه فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية والهوة المتزايدة بين فئتهم السكانية ومعظم أصحاب المناصب الجمهوريين.

ولا تعد هذه حالة مزاجية جيدة، كما يتضح، على الرغم من الإحساس القوي بأنهم يتمتعون بنفوذ سياسي متنام.

ويعتمد هذا النفوذ على أعدادهم، وهذا هو السبب الذي يجعل الإحصاء السكاني يشغل حيزا كبيرا من تفكير القيادات اللاتينية مثل مورغويا وإريك رودريغز، نائب رئيس «لا رازا». وفي اليوم نفسه الذي أجريت فيه مقابلات معهما، نشر «مركز بيو الهسباني» استطلاعا لرأي الناخبين اللاتينيين أظهر أن أغلبية قوية من الهسبانك الأجانب والأصليين يعتقدون أن النتائج سوف تعود بالنفع عليهم.

ويعد ذلك شيئا مهما لأن مسؤولي الإحصاء السكاني كافحوا على مدار أعوام، ولا سيما خلال العام الحالي، للتغلب على مخاوف اللاتينيين من إعطاء معلومات كاملة عن أنفسهم للموظفين الحكوميين العاملين في مجال الإحصاء السكاني. وثمة شكوك لديهم، على الرغم من تطمينات، بأن الإجابات ستبقى سرية ولن يتم رفعها إلى سلطات الهجرة أو غيرها من المسؤولين الذين ربما يمثلون تهديدا لهم. ومع عدم إعطاء المعلومات اللازمة، يقلل الهسبانك من الدعم الحكومي الذي تحصل عليه مدنهم وولاياتهم، ويمنعون أنفسهم من الحصول على تمثيل داخل الكونغرس والمؤسسات التشريعية.

وتعود معظم هذه الزيادة إلى الهسبانك، لأن السكان الأميركيين الأفارقة يزدادون ولكن ببطء أكبر. وكما قال عضو مجلس النواب كزافييه بيسيرا، الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، لبرونستين: «إذا كنت داخل منطقة لم تألف رؤية تنوع كبير، فإن القاعدة حاليا أنك سترى ذلك. ولا يمكنك تجاهل هذا، فهذا هو شكل أميركا في المستقبل».

وحسب ما أفادت به آخر التوقعات لمكتب الإحصاء السكاني الأميركي، فإن تكساس ستكون الفائزة الرئيسة في مقاعد مجلس النواب الجديدة، حيث توجد بها أربع مناطق جديدة. ومن المتوقع أن تحصل كل من أريزونا ونيفادا ويوتاه وواشنطن وفلوريدا وجورجيا وكارولينا الجنوبية على مقعد واحد لكل منها. وسيعتمد عدد المناطق التي سيسيطر عليها الهسبانك أو يؤثرون فيها على من يتحفظ في الكلام. ولكن معظم هذه الولايات، ولا سيما تكساس، تشهد نموا كبيرا بين الهسبانك.

ومن المحتمل أن تطغى التغييرات المقبلة على تلك التي شاهدناها حتى الآن، وكذا الحال بالنسبة للجدل المنبثق عن ذلك.

*خدمة «واشنطن بوست»