أكثر من مائتي سرير ولا ينام؟!

TT

أعرف كل العظماء من المفكرين والفلاسفة والأطباء والزعماء في (بلاد الأرق).. أو في أرق لاند. وعرفت وجربت مثلهم النوم واقفا وجالسا.. والليل الذي ليس له نهار.. والنهار الذي ليس له ليل. فكل الأيام لا لون لها ولا طعم ولا أول ولا آخر. ووالله العظيم أنا لم أرَ شروق الشمس من خمسين عاما فقط إذا سافرت إلى البحر أو ركبت الطائرة - ولا رأيت القمر هلالا ولا بدرا إلا بالصدفة. فأنا من أهل الكهف. مكتبي كهف. والله العظيم لا أعرف وأنا أعمل إن كان مكتبا أو زنزانة تحت الأرض أو في إحدى سفن الفضاء. فأنا حشرة تأكل الورق وتشرب الحبر وتدّعي أن لها كل صفات الإنسان.

وكنت أندهش عندما أقرأ عن حياة «الملك الشمس».. ملك فرنسا لويس الرابع عشر. كان لا ينام ولا بالطبل ولا بالزمر ولا بلمسات الأصابع الحريرية تدغدغه من هنا ومن هناك.. ومن هناك أكثر. وكان عنده 217 سريرا. يرتمي عليها.. وينهض عند ملامستها إلى سرير آخر وثالث وعشرين وثلاثين.

ولو كانت عندي قدرته لفعلت مثله وأكثر. ولكن أنا وهو على باب الله.. والنوم على الأرض مثل النوم على السرير. وأذكر عندما كنت في طهران قلت للحراس أريد أن أجلس على عرش الطاووس، وجلست، وكان من الذهب البارد والأحجار الكريمة الباردة الجافة.. ولكن كم ألوف الأرواح أزهقت من أجله وأمامه.. ولكنه ليس مريحا رغم فداحة ثمنه.

شيء واحد أدهشني في الملك لويس الرابع عشر، كيف يبتلع كل هذا الطعام ولا ينام. يأكل إفطارا كاملا وقطعا من لحم الخنزير وأربعة آنية من الشوربة وطبق سلطة وحلوى وفاكهة وأثناء كل ذلك وقبله وبعده زجاجتين من النبيذ.. كل هذا ولا ينام؟!

أخيرا جدا عرفت الجواب. لقد وجدوا أن معدته ضعف معدة أي إنسان. فكان له بطن رجُلين في وقت واحد. ولا ينام. لو حدث أن تناولت طعاما مثله ولو مرة واحدة.. لنمت إلى الأبد. فالحمد لله على الجوع ووجع البطن والصداع!