ولم تعد لي أسماء مستعارة!

TT

ربما كنت أكثر الصحافيين استخداما للأسماء المستعارة في كل المجلات التي رأست تحريرها. وعددها عشر. فلم يكن من المعقول أن أوقع باسمي على ثلاث أو أربع مقالات في عدد واحد. فالضرورة لها أحكام. ومن أحكامها أنني ظللت أكتب أبواب الموضة أربعين عاما. فعندما عملت في جريدة «الأهرام» سنة 1950 كان لـ«الأهرام» مراسلة في باريس تبعث بمقالات عن الموضة. وكانت من نصيبي. وكنت أدور على بيوت الأزياء أسأل عن معاني المفردات وأجمع منها قاموسا.

ولا أظن أن أحدا من الرجال أو من أكثر النساء علما واطلاعا على أسرار الموضات كان يضاهيني في ذلك الوقت..

وقد اخترت الأسماء التالية: شريف شريف.. ومنى جعفر.. وهالة أحمد.. وسيلفانا ماريللي.. وماريا أنطوانيت.. وإلهام فتحي.. وقد حدث في إحدى المقالات أن هاجمت المرأة هجوما عنيفا. لسبب نفسي.. بسبب أنني أكتب بقلم سيدة. وهاجمتني السيدات واتهمنني بأنني سيدة شاذة.. ولو كانت عندي شجاعة لكشفت عن حقيقتي.. ولم تنتظر الصحف حتى أكشف عن حقيقتي.. وإنما سبقتني. وقالوا: مطلقة حاقدة على المتزوجات.. وقالوا: زوجة مخدوعة.. وقلن: إنها إحدى خريجات الملاجئ.. وما أدراك ببنات الملاجئ؟!

وتضايقت. ودافعت عن هذه (الزميلة) وقلت إنني أعرفها وأمها وأباها وأخواتها. وتربطني بها صلة القربى. وكنت أنشر صورا مع هذه المقالات لفتيات من الصحف الإيطالية والألمانية. إلى أن فوجئت يوما برئيس الوزراء يطلبني لأمر هام. وذهبت وانتظرت الأمر الهام. قال: أريد أن أطلب يد الآنسة منى جعفر.. فابني معجب بها جدا. ويقرأ كل ما تكتب وأعجبه عقلها وثقافتها. فما رأيك يا أبا العروس؟!

يرحم الله صديقي ممدوح سالم رئيس وزراء مصر. الذي ظل يضحك وهو يروي هذه القصة حتى تشكك الناس في كل هذه الأسماء المستعارة. فعدلت عنها!