أين ستقف المعارضة في المعركة؟

TT

البلد إيران، والمعارضة هنا الداخلية الإصلاحية الخضراء، والمعركة اثنتان؛ اقتصادية وشيكة، وعسكرية غير مستبعدة تماما.

مير حسين موسوي زعيم المعارضة الإصلاحية، الذي وجد نفسه محط اتهامات من قبل السلطة الإيرانية بالتواصل مع الغرب، رفع صوته محذرا بأنه سيقف ضد الخطر الخارجي، باسم الأمة الإيرانية. أيضا، لم يفوت المناسبة للإعلان بأن الحكومة هي المسؤولة عن الأزمة الداخلية. أي إنه أخذ موقفا «وطنيا» ضد العدوان الخارجي وأمسك بتلابيب النظام.

ويبدو موسوي بموقفه هذا ثعلبا سياسيا لا يستهان به. فهو تبنى الموقف لسببين: واحد خشية أن يتهم غدا بالخيانة، مدركا أن قطاعا كبيرا من الشعب الإيراني يؤيد المشروع النووي. والثاني أن موسوي، ورفاقه من قادة المعارضة، هم المستفيدون حقا من كل الأزمة الملتهبة بين حكومة نجاد والغرب. فالملاحقة الدولية والمحاصرة تدفع نجاد ليستند إلى الجدار الداخلي المتصدع، وبسببها صار نجاد اليوم بين فكي كماشة المعارضة الداخلية والمحاصرة الدولية.

نحن أمام لعبة أعصاب هائلة. فالغرب زاد من ضغوطه على حكومة نجاد مستفيدا من الصراع العلني بين رموز الحكم في طهران، والمعارضة الإيرانية تسعى لتوظيف الأزمة النووية بطريقتها، فهي تزايد على حكومة نجاد وانتقدتها مرة عندما حاولت القبول بالتخصيب الخارجي، واتهمتها بخذلان الشعب الإيراني، مما اضطر الحكومة إلى التراجع.

وبالتالي، نجاد في حيرة، لا يدري إن كان عليه التراجع خطوة لصالح المعارضة وتخفيف الانشقاق، أو التراجع عن مشروعه النووي حتى يمنع العقوبات الدولية المقبلة.

وظاهر من قراراته المتخبطة أنه في حالة ارتباك لا يعرف في أي اتجاه يتحرك، خاصة بعد انقلاب موقف روسيا ضده، ثم انضمام الصين أيضا إلى فريق العقوبات. وكاد يرتكب أكبر حماقاته الأسبوع الماضي عندما أراد فرض ضرائب معيشية هدفها تقليص الإعانات الحكومية، ولو فعل فإن النظام قد يسحق تحت أقدام الجماهير الجائعة. تراجع عن مشروعه أيضا.

أيضا يحاول نجاد التواصل خفية من النافذة مع الغرب، فهو يرسل رسائل لهم يحاول أن يوقف عجلة العقوبات، وأرسل عبر وزير خارجيته يطلب استئناف التفاوض على التخصيب الخارجي، المشروع الذي انسحب منه بسبب الاعتراضات الداخلية. ولو أوقف التخصيب سيعني ذلك عمليا تعطيل مشروعه النووي ونهاية حلمه الذي قاتل العالم من أجله. وحينها ستبدأ المعارضة الهزأ بموقفه الاستسلامي للغرب.

منذ انتخابات يونيو (حزيران) في العام الماضي ونجاد لا يريد أن يقدم تنازلات لأي طرف، وهو يكتشف الآن أن عليه أن يختار إما مواجهة المعارضة الدولية أو المعارضة الداخلية، وكلا الاثنتين خطر على نظامه.

تطورات المواجهة الخارجية مهمة للغاية للمعارضة الداخلية في الحسابات الخارجية، وهذا ما يجعل موسوي يريد تخريب الاتصالات الرسمية بين طهران والغرب، معلنا أنه سيقف مع الأمة الإيرانية ضد أي عدوان خارجي، قارعا طبول الحرب. ويعرف موسوي أنه لو نجح نجاد في التصالح مع الغرب بصيغة ما فإنه سيكون فريسة سهلة.

[email protected]