المرأة التي اسمها «جورج»

TT

إنني أحترم «التخان» - وهم تأدبا: ممتلئو الأجساد - كما أنهم من أكثر مخلوقات البشر ظرفا وراحة بال على الكبد، وأنا شخصيا أكثر أصدقائي، بل أستطيع أن أؤكد أن (93%) منهم، من هذه الفئة.

غير أنني للأسف فقدت واحدا منهم أخيرا، ليس لأنه مات لا سمح الله، لكن لأنني أجبته إجابة غير موفقة، عندما قال لي والعرق يتصبب من وجهه: «كدت اليوم أقع في حفرة كبيرة، غير أنني والحمد لله تداركت نفسي».

فأجبته بطريقة رعناء لا تفكير فيها قائلا: «لا شك أنك لو كنت وقعت فيها كنت ستسدها، ولن تكون هناك حفرة بعد ذلك، ويا ليت اللي حصل حصل».

وغضب مني وأخذ على خاطره، وحاولت جاهدا أن أسترضيه لكن دون فائدة، وإنني من منبري هذا، لو كان هو يقرأ كلامي هذا، أناشده عين الرضا وأقول له: حقك عليّ يا غالي، ووالله إنك لو وقعت في تلك الحفرة فلن تسدها أبدا، لأنها من شدة ترحيبها بك لن تقف حجر عثرة في وجهك، ولن تسدها بجسدك، بل إنها سوف تفتح لك ذراعيها على الآخر لتهوي حتى قعرها معززا مكرما مثلما هويت من بطن أمك على يد «الدادة» وأنت تضحك.

اسمح لي، لا تزعل مني، أنا آسف.

***

سؤال عبيط: هل الناس الشرفاء أقل سفالة من سواهم؟!.. إنه مجرد سؤال.

***

أرجوكم لا تعتقدوا أنني دائما أوجه الاسئلة العبيطة والأجوبة الأعبط منها، وأكبر دلالة هو سؤالي التالي الذي سوف ألخبط أمزجتكم به: هل نحن نسيء استغلال الأرض لأننا نعتبرها ملكا لنا؟!

وجوابي أنا من دون أن أنتظر جوابكم أقول: نعم، ولو أننا اعتبرنا أنفسنا ملكا لها لتغير وجهها تماما، ولما أبغض بعضنا بعضا، ولما ضيق بعضنا الخناق على بعض، ولما قطع بعضنا أرزاق بعض، ولما حارب وقتل بعضنا بعضا، ولما ولما ولما، إلخ، إلخ، إلخ.

هل عرفتم الآن أنني إذا أردت أن أكون حكيما ومنطقيا، «ييجي مني»؟!

ألا قاتل الله الحكمة والمنطق، إذا كانت تخرج من مثل هذه الشاكلة - أي شاكلتي - وعلى فكرة فإن أهل نجد من أمثالي يطلقون على «الخاصرة» مسمّى الشاكلة، إذن ألا قاتلك الله الخصور، ولا يستثنى منها إلا الأقل من القليل، وهي التي على قلبي أحلى من العسل.

***

كم أنا كاره للروائية البريطانية «جورج إليوت»، التي اسمها بحد ذاته يستفزني، لأن اسمها مثل اسم رجل أكرهه اسمه جورج، وهي التي قالت: لست أنكر غباء النساء، فالله تعالى خلقهن على شبه الرجال.

[email protected]