وإن أردت الحجامة فالثلاثاء!

TT

لا تزال العادات القديمة في كل الحضارات مستمرة حتى اليوم. وهذا دليل على أن الزمن لم يذهب بها. وإنما أبقاها لأنها لا تزال نافعة.

مثلا: كاسات الهواء.. وهي علاج ريفي في مصر. وقد نقلناه عن الصين. فإذا شكا أحد من آلام الظهر أو السيقان أو الركبتين فإنه يأتي بكوب من الزجاج ويضع فيها ورقة مشتعلة ثم يضعها مقلوبة على ظهر المريض.. وفي الوجه البحري من مصر نسميه: كاسات الهواء.. وفى الصعيد يسمونه: الحجامة..

وقد أعادت جامعة ببرلين هذه التجربة على ألفين من الرجال والنساء فوق الأربعين. مع جعل الكاسات من البلاستيك بدلا من الزجاج. أما النتيجة فهي 75% قد اختفت عندهم الآلام.. وفي الصعيد المصري تؤدي كاسات الهواء إلى احتقان الدم وتجعله أسود قاتما. فيأتون بسكين ويفتحون هذه الدماء المحتقنة.. ثم يعاودون الكاسات مرة أخرى. ويذهب الألم في أي مكان من جسم الإنسان..

وكما أن الوخز بالإبر الصينية أو اليابانية علاج لتخفيف الألم. وهي ممارسة مضمونة النتائج. كذلك كاسات الهواء. وقد أعلن العلماء الألمان لأسباب كثيرة ذكروها أن كاسات الهواء ليست فقط قاتلة للألم بعض الوقت وإنما هي علاج كل الوقت..

وكان العرب قديما قد حددوا يوما للحجامة. يقول الشاعر القديم:

* ومن يُرِدِ الحجامةَ فالثلاثا - ففي ساعاته سفك الدماءِ

* وإن شرب امرؤ منكم دواءً - فنعم اليوم يوم الأربعاءِ

* وفي الخميس قضاء حَاجٍ - ففيه الله يأمر بالقضاء

* وفي الجمعات تزويج وعرس - وشرح أمور أحوال النساء

* وهذا العلم لا يحويه إلا - نبي أو وصي الأنبياء؟!

* فقد نجحت هذه الحجامة من ألفَي سنة، وسوف تبقى كذلك ألفي سنة أخرى!