وأنا أستطيع أيضا!

TT

عندما عرضوا اسمه على الكونغرس ولجنة العلوم لم يعترض أحد على أن يكون مديرا لهيئة الفضاء الأميركية (ناسا) على الرغم من أنه أسود في عهد الرئيس الأسود أوباما..

ولم يكن الاعتراض عليه واردا؛ فهو رجل توفرت له كل الشروط العلمية والشخصية، فهو أول رائد فضاء أسود ولمدة 14 عاما. إنه تشارلز بولدن، وهو جنرال في سلاح البحرية الأميركية، وكانت الكلية البحرية لا يدخلها إلا أبناء الذوات والأغنياء، وقد التقى الرئيس ريغان وطلب منه أن يلتحق بالكلية البحرية.. وأن لونه في عهد المساواة وحقوق الإنسان الأميركي لا يمكن أن يكون مانعا، ووافق الرئيس ريغان. وقد تفوق في الحرب وفي السلم أيضا، وهو من أسرة من أساتذة الجامعات: أمه وأبوه وأخوه وعمه كلهم علماء جادون يقرأون بلا كلل ولا ملل.. وهو أيضا.

وقد اختاره الرئيس أوباما ليصلح من حال مؤسسة «ناسا» وليكون منفذا للمشروع الأميركي الطموح سنة 2020 عندما يعود الأميركان إلى القمر مرة أخرى؛ لا ليعرفوا جديدا عن هذا الكوكب التابع للأرض، وإنما يريدون أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك.. أن يكون القمر منصة للقفز منها إلى الكواكب الأخرى: المريخ مثلا 2130. فسوف يجيء يوم تضيق الأرض بأهلها، ولا بد من البحث عن مكان آخر.. وفي سنة 1991 كان قائدا لسفينة الفضاء «ديسكفري»، وقبل ذلك طلب أن يحارب في فيتنام، قائدا لطائرة حربية سجلت رقما قياسيا: مائة طلعة ناجحة ومدمرة لاستحكامات العدو على ارتفاعات منخفضة، وفى كل مرة يعود سالما ناجحا..

ومرة أخرى عاد إلى السفينة «ديسكفري» التي نقلت على متنها المرصد الجوي المداري الجبار (مرصد هابل) الذي صور لنا بداية الكون منذ 16 ألف مليون سنة..

ولما علم من الرئيس أوباما أنه ليس الآن موعد زيادة ميزانية الفضاء وأنه يجب أن يغامر في الحدود التي فرضها الكونغرس الأميركي، ردد العبارة الشهيرة التي قالها أوباما أثناء حملته الانتخابية: «أنت تستطيع»، فقال: «وأنا أستطيع أيضا!».