لطفك يا عسيسي

TT

اكتشفت في الآونة الأخيرة أن ثمة زميلا، مصريا على الأرجح، يصحح لي غبائي في الكتابة. كلمة «الإنكليز» تصبح «الإنجليز»، وصحيفة «النيويورك تايمس» تصبح «النيويورك تايمز»، مبدلة السين بالزاي. وقد تعلمت في السنوات الأخيرة فضيلة عدم الاعتراض، وحسنات القبول بما يعتبره الآخرون صحيحا عندهم، وخطأ عندي. ولم أرد طبعا أن أدخل في جدل حول الجيم المصرية والجيم المشرقية وجيم بني تميم التي تصبح ياء مرخمة ولا يعود في اللغة جيم حتى في كلمة جبل أو جمل.

رحت أتأمل أن يحدث تغيير مع الأيام، بحيث ينتقل الزميل المعادي للسين S في كلمة «تايمس» مفضلا عليها الزاي Z التي لا وجود لها إلا في كلمة «بيتزا»، إلى دائرة المحاسبة والتوزيع أو الطباعة. ولكن آمالي جميعها خابت، وما زلت أكتشف أنني، أنا الموقع أعلاه، أكتبها «النيويورك تايمز» مغلظة الزاي، ملغاة السين.

بحثت عن حل يمكن أن يقنع الزميل العزيز، بالزاي، وأن يكف عن إنزال فأسه الغليظة على الطريقة الصحيحة، أو الأصح، في لفظ وكتابة سين «التايمس»، فلم أجد سندا لي سوى الدكتور لويس عوض، أحد كبار الأساتذة المصريين. يقول في «أوراق العمر»: «وقد دأب المصريون، منذ رفاعة الطهطاوي على الأقل، على قول «باريز» بدلا من «باريس»، نطقا وكتابة كما في «تخليص الإبريز في وصف محاسن أهل باريز»، وعلى قول «لويز» بدلا من «لويس». وبعضهم لا يزالون يستخدمون النطق القديم، ومنهم من يقول «مهندز» بدلا من «مهندس»، ولكن أكثرهم لم يعد يتوسع منذ نصف قرن في استعمال الزاي بدلا من السين».

هل بلغك ذلك يا عزيزي؟ نصف قرن على تصحيح ذلك الخطأ الفاضح والعامي، بنطق السين زايا؟ لماذا هذا التحامل علي؟ لماذا لا تتركني ألفظ وأكتب الأشياء كما أعرفها؟ أرجوك. تلطف بصحيح القول وارفع فأسك.