غزة.. الانفجار القادم

TT

قد يفاجأ العرب بانفجار الأوضاع في غزة في أي لحظة؛ فجميع المؤشرات تدل على حالة من الغليان في الشارع، وتزايد الانقسامات بين قيادات حماس، وكذلك الانقسامات بين حماس وحلفائها الآخرين في القطاع.

المؤشرات كثيرة، ومنها سطو حماس على أحد بنوك غزة، والتشدد في فرض الضرائب، رغم كل ما يمر به أهل غزة من معاناة مما دفع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لإصدار بيان تتهم فيه حكومة حماس المقالة وتحذر من احتمال «تمرد المجتمع»، ومحذرة من أن «زيادة الضغوط والأعباء على المواطنين في ظل هذا الواقع الاقتصادي والاجتماعي البائس سيولد مشاكل وأمراضاً اجتماعية وسيساهم في اندفاع الشباب من جماهير شعبنا نحو الهجرة، وربما يدفع المجتمع للتمرد على هذه السلوكيات بل الانفجار في وجه مرتكبيها».

وهذا ليس كل شيء، فها هو قيادي حماس محمود الزهار يجدد انتقاده للشريط الذي بثته كتائب القسام، ويوحي بأن الجندي الإسرائيلي شاليط قد يلقى حتفه في الأسر، وهو انتقاد يؤكد وجود انقسامات داخل حماس، كما يظهر حجم الأزمة في غزة، خصوصاً أن انتقادات الزهار، ومخالفته لحماس باتت أمراً يتكرر مؤخراً. وما يجب التنبه له أن جل ما سبق، وما يلحق، من معلومات، هو حصاد يوم واحد من الأخبار القادمة من غزة، وهذا دليل على أن تأزم الأوضاع في استمرار؛ فمن الواضح أن حماس تعاني من شح الأموال، وقد يكون هذا الأمر بسبب الأزمة التي يمر بها النظام الحاكم في طهران، الذي يحاول تأمين السيولة تحسباً لتفاقم أزمة الملف النووي، على حساب إغداق الأموال على حماس، وقد يكون المفيد لإيران الآن دعم حزب الله تحسباً لأي معركة قادمة بدلا من دعم غزة التي ستكون صيدا سهلا للإسرائيليين في حال وقوع معركة عسكرية، كما أن نظام طهران مشغول اليوم في معالجة أزمته الداخلية، خصوصاً أنه يريد رفع الإعانة عن بعض السلع في إيران.

وعندما نقول إن الأوضاع في تأزم في غزة، فلا بد من ملاحظة غياب أي أفق سياسي لحماس، مع تصاعد الأزمة الداخلية بين حماس وغيرها من الجماعات. وكدليل جديد على واقع أزمة حماس، هناك تصريح صدر يوم أمس لمسؤول أمني في حماس يحذر سكان غزة «من التجاوب مع المخابرات الصهيونية أثناء التواصل معهم سواء عبر الهاتف الأرضي أو الجوال عبر أرقام مختلفة أو شرائح (هاتفية) صهيونية».

فما الذي يدفع أهل غزة، وهم الأدرى بحجم ما تفعله بهم إسرائيل، إلى التواصل مع عدوهم؟ لا بد أنه ضيم العيش، وحجم المعاناة، وهذا يعني أن الأوضاع في غزة تنحدر بشكل مستمر، بسبب سوء إدارة حماس، وعلى عكس ما يحدث بالضفة الغربية حيث يجد أهل الضفة كل الرعاية من قبل حكومة فياض التي تهتم بتحسين ظروفهم المعيشية.

خلاصة القول إنه وبينما ينتظر العرب إتمام المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية فقد يفاجأون بانفجار الأوضاع في غزة، وحينها ستكون الكارثة أكبر. ولذا نقول إلى متى يتم التساهل مع حماس؟

[email protected]