الشيخ حمد بن جاسم و«حكاية لبنان»

TT

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم كلاماً مهماً في بيروت، وعل اللبنانيين أن يحتفوا به كما احتفوا بقائله، وخصوصاً السيد نبيه بري الذي ردد على مسامع الضيف القطري ما سماه «حكاية قطر في لبنان»، بينما الصحيح هو أن الشيخ حمد هو الذي لخص «حكاية لبنان» كله على مسامع بري، وغيره من اللبنانيين، عندما قال الشيخ حمد بن جاسم بأن «هناك العديد من التهديدات في العالم العربي، وخاصة حول لبنان، وهذه التهديدات تواجهونها بوحدتكم وليس بالسلاح».

كلام الشيخ حمد هو ما كان، وما زال، العقلاء يرددونه في منطقتنا، والبعض داخل لبنان، وخصوصاً منذ حرب 2006، وبعد احتلال حزب الله للشق السني من بيروت، ودائماً ما يأتي الرد بالشتائم، والتخوين. اليوم قال الشيخ حمد ما قاله على رؤوس الأشهاد، بل والتقى بعدها حسن نصر الله، ضمن مَن التقى من اللبنانيين، فهل وصلت الرسالة جيداً؟

أهمية كلام الشيخ حمد بن جاسم أنه لا يمكن أن تكون وحدة لبنان وسلامة أراضيه باستئثار طرف على القرار السياسي، وقرار الحرب والسلم، فقط لأنه يملك ترسانة من السلاح الإيراني، ومن أجل خدمة أجندة إيرانية ليس للبنان فيها أي مصلحة. وأهمية هذا التصريح أيضاً أنه يأتي من قطر التي كان لها كلام مختلف تماماً في عام 2006، يوم غامر حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين وكلف لبنان ما كلفه من أرواح وخسائر مادية لم يتعافَ لبنان منها إلى اليوم، بل وما زال لبنان ينظر إلى المجتمع الدولي من أجل مساعدته للتعافي من تلك الأزمة، التي تم استخدام لبنان فيها خدمة لإيران التي لم تقدم للبنان شيئاً يذكر، مقارنة بدول الخليج، عدا إعادة تسليح ذراعها العسكري حزب الله خدمة لمصالحها.

الغريب أننا لم نسمع ردود فعل من حزب الله، أو حلفائه، على تصريحات الشيخ حمد بن جاسم على غرار تلك التي صدرت من قبل الحزب تعليقاً على تصريحات المشرف الدولي على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 تيري رود لارسن، حيث وصفه حزب الله بالحاقد والعميل لإسرائيل حين قال الخميس الماضي بأن «الميليشيات المسلحة بأسلحة ثقيلة تعوق تطبيق القرار رقم 1559، مع العلم بأن القرار المذكور الذي صدر عام 2004 ينص ضمن بنوده على حل كل الميليشيات الموجودة على أرض لبنان ونزع سلاحها»، وربما عقدت المفاجأة لسان حزب الله، وحلفائه، أو أن أمراً آخر هو الذي عقد ألسنتهم، وابتلعوا تصريحات الشيخ حمد على مضض.

ما يهمنا اليوم هو أن نقول إنه من المهم أن تتحدث قطر بهذه اللغة التي تحدثت بها السعودية والإمارات من قبل، والأهم أن يتحدث العرب، والخليجيون جميعاً، إلى اللبنانيين بمثل هذه اللغة، وبهذا الوضوح؛ وذلك من أجل سلامة لبنان أولا، ومن أجل ألا يضطر الخليجيون إلى إعادة إعمار ما عمروه في لبنان بعد حرب 2006، وآخرها المشاريع القطرية، بعد السعودية والإماراتية والكويتية!

[email protected]