يتيمة وإن كان لها أبوان!

TT

ينكشف نفاق الرجال للمرأة عندما يجاهرون بالدعوة لمساواتها بالرجل في كل شيء. والحقيقة أن أكثرهم لا يرى ذلك لا في البيت ولا في العمل.. وأنه من الصعب عليها أن تكون ست البيت وأن تكون ست المكتب أو المصنع أو المدرسة أو المحكمة. ولكن لا يجاهرون بذلك.. وسكوتهم تراه المرأة من علامات الرضا..

ولكن كل واحد عنده حكاية عن تكاليف مشوار زوجته إلى العمل ذهابا وإيابا.. تمتص كل مرتبها والباقي من زوجها.. فكأن عملها خارج البيت يقف عليه بخسارة يبتلعها ويسكت. ولو كان استفتاء عاما لخرجت منه المرأة مقهورة..

حكى أستاذ جامعي أن لديه طفلة واحدة ووحيدة. وأنها تعيش كاليتامى الذين لا أب لهم ولا أم.. فالأب مشغول والأم أيضا. وتبقى البنت مع الخادمة.. وإن لم تكن الخادمة فعند خالتها أو جدتها.. والنتيجة تبدو البنت حزينة منكسرة الطرف والنفس.. والجريمة أنها وحيدة. الأبوان لا تجدهما معظم الوقت. ويتناوبان اللوم. وإن وجد الزوج الوقت فإنه لا يعرف كيف يتفاهم معها.. وإن وجدت الزوجة الوقت فلا صبر عندها أمام المطالب العادية لطفلة صغيرة تريد أن تلعب؛ ليس اللعب مع الكبير وإنما مع زميلاتها. ولاحظ الأبوان أن نطق البنت قد جاء متأخرا فلا أحد يكلمها.. وأسهل ما تفعل الطفلة أن تنام. ويكون النوم هربا من موقف ليس مريحا لها مع والديها والخادمة..

ومثلها كثيرات.. والحكم بعد المداولة.. ولا مداولة للأبوين.. وإنما الحكم أن تعيش يتيمة كأن أبويها قد ماتا في حادث سيارة في طريقهما إلى العمل!